زيلينسكي يضغط على الأوروبيين للتحرّك في مواجهة ترامب وروسيا

أربيل (كوردستان 24)- حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الأوروبيين على التحرك ضد روسيا والعمل على تجنّب أن يبرم الأميركيون اتفاقا معها "من وراء ظهر" كييف.
وقال زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن أمام حشد من المسؤولين الدوليين "أرى حقا أن الوقت حان لإنشاء القوات المسلحة الأوروبية".
وحذّر من أن "الزمن الذي كانت فيه أميركا تدعم أوروبا لمجرد أنها فعلت ذلك دائما، قد انتهى".
وأجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول اتصال هاتفي هذا الأسبوع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، دون أن يتشاور مع الأوروبيين الذين دعموا كييف ثلاث سنوات إلى جانب واشنطن.
واتصل ترامب لاحقا بزيلينسكي، إلا أنه لم يسع إلى الاتفاق معه مسبقا بشأن استراتيجية للتفاوض، وفق ما نقلته فرانس برس.
وقال مسؤولون أميركيون السبت إن وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين كبارا آخرين في الإدارة سيلتقون مفاوضين روس وأوكرانيين في السعودية، دون إعطاء تفاصيل.
قبيل ذلك، أعلنت روسيا والولايات المتحدة أن روبيو تحدث هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و"اتفقا على اتصالات منتظمة بما يشمل التحضير لقمة روسية أميركية على مستوى عال".
وأبديا "استعدادهما المتبادل للتعاون بشأن القضايا الدولية الراهنة، بما في ذلك التسوية بشأن أوكرانيا".
وتثير المبادرة الأميركية قلق شركاء واشنطن. وفي السياق، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زعماء أوروبيين إلى اجتماع في باريس الاثنين، وفق ما أعلنت وارسو التي ستكون ممثلة في الاجتماع.
ولم يؤكد الإليزيه عقد اجتماع الاثنين، مشيرا إلى "مناقشات جارية".
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أيضا حضوره اجتماعا في باريس، واعتبر أن الأوروبيين يجب أن يظهروا "فائدتهم" إذا كانوا يريدون ممارسة أي تأثير في ملف أوكرانيا.
ويرى قادة الاتحاد الأوروبي أن أمن القارة تقرره المحادثات المستقبلية بشأن أوكرانيا، لكنهم يواجهون صعوبة في إسماع أصواتهم.
ولفت زيلينسكي إلى أن ترامب خلال محادثتهما "لم يذكر مرة واحدة أن أميركا بحاجة إلى أوروبا على طاولة المفاوضات".
وأكد أن "ترامب لا يحب الأصدقاء الضعفاء، فهو يحترم القوة".
وألمح المبعوث الأميركي الخاص كيث كيلوغ الذي دعاه فولوديمير زيلينسكي لزيارة خط الجبهة، إلى أن الأوروبيين لن يشاركوا بشكل مباشر في المفاوضات، لكنهم سيكون لهم "صوت مسموع".
وقال الرئيس الأوكراني للأوروبيين في مواجهة خطر التهميش "أحضكم على التحرك من أجل مصلحتكم"، ورأى أن "أميركا لن تقدّم ضمانات (أمنية) ما لم تكن ضمانات أوروبا قوية".
وقال زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن إن "لا قرارات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا، ولا قرارات بشأن أوروبا من دون أوروبا. يجب أن يكون لأوروبا مقعد على الطاولة".
وأكد أنه "إذا استُبعِدنا من المفاوضات حول مستقبلنا، سنخسر جميعا".