مسيحيو العراق بين التهجير والبحث عن الأمان: تهديدات مستمرة وإعمار متعثر

أربيل (كوردستان 24)- رغم مرور ما يقارب ثماني سنوات على إعلان النصر على داعش، لا تزال عودة المسيحيين إلى ديارهم في محافظة نينوى حلماً بعيد المنال.
فبعد أن أجبرهم الإرهاب على الهجرة الجماعية، أصبحت الميليشيات المسلحة تهديداً بديلاً، خصوصاً في مناطق سهل نينوى، إلى جانب بطء عملية إعادة الإعمار وغياب الخدمات الأساسية من قبل الحكومة العراقية.
بحسب صحيفة "ناشنال كاثوليك ريجيستر"، التي تتابع أخبار الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، فإن أكثر من 56% من مسيحيي العراق اضطروا للهجرة تحت تهديد الجماعات المتطرفة، بينما قُتل 1,132 شخصاً ونزح 120 ألف آخرون بسبب هجمات داعش.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد المسيحيين في العراق قبل عام 2003 كان مليوناً ونصف المليون، لكنه انخفض الآن إلى أقل من 250 ألفاً.
ورغم كل التحديات، ما زال 44% منهم يأملون بإعادة إعمار مناطقهم وعودة الاستقرار الكامل إلى سهل نينوى.
ويرى بشار وردة، رئيس أساقفة الأبرشية الكلدانية في أربيل، أن "داعش استغل ظروف البطالة في تلك المناطق، ما أدى إلى انتشار الفكر المتطرف الذي أعقبته كوارث دموية كبيرة".
أما إخلاص إيشو، العضو السابق في البرلمان العراقي، فأكد أن الغالبية العظمى من المسيحيين هاجروا إلى دول مثل أستراليا وكندا وأمريكا.
موضحاً أن "كنائسنا ومقابرنا ورموزنا المقدسة، بالإضافة إلى منازلنا، تعرضت لدمار كبير ولم يتم إعادة بنائها حتى الآن".
في ظل هذه الأوضاع، يبقى مستقبل المسيحيين في العراق معلقاً بين التهديدات الأمنية والآمال المعلقة بإعادة الإعمار.