استعدادات لمهرجان الشال والشبك في زاخو.. احتفاءٌ بتراث يمتد لأكثر من ألفي عام
أربيل (كوردستان 24)- يستعد الحرفي ماهر عبدالله للمشاركة في النسخة الثالثة من مهرجان "الشال والشبك" في زاخو، مستعرضًا خبرة ورثها عن والده في صناعة الأقمشة التقليدية. سيشارك ماهر هذا العام بأكثر من 40 لونًا ونوعًا من الأقمشة، ليقدم مجموعة متنوعة تبرز جمال هذه الحرفة العريقة.
قال ماهر عبدالله، صاحب محل متخصص في بيع الشال والشبك لكوردستان24: "لدينا أنواع عديدة ومختلفة من الأقمشة، وحوالي خمسة وثلاثين إلى أربعين لوناً للمشاركة في المهرجان، ولكل لون سعره المختلف عن الآخر، من الرخيص إلى الغالي الثمن".
التحضيرات للمهرجان جارية على قدم وساق لاقامته في نهاية شهر نيسان القادم، حيث أكمل الباعة استعداداتهم لتقديم عرض مميز خلال يومي الحدث. ومن المتوقع أن يستقطب المهرجان زوارًا من جميع أنحاء كوردستان، ويشمل البرنامج افتتاح سوق يضم 20 محلاً، إلى جانب عروض فنية تقدمها فرق شعبية ومغنون، فضلاً عن عرض للأزياء التقليدية.
دلخاز موسى، مدير إدارة الثقافة والفنون في زاخو، صرّح لكوردستان24 قائلاً: "اتخذنا في اللجنة التحضيرية كافة الاستعدادات منذ أكثر من شهر ونصف، ويمكن القول إن حوالي 50% من الأعمال التحضيرية قد اكتملت، فيما تستمر الاجتماعات بشكل دوري. الهدف الرئيسي من المهرجان هو تسليط الضوء على زاخو كمنبع لصناعة الشال والشبك منذ أكثر من ألفي عام، حيث تعود جذور هذه الحرفة إلى الأزمنة السحيقة".
يأتي هذا المهرجان احتفاءً بتاريخ زاخو العريق كمركز لنسج وحياكة قماش الشال والشبك منذ أكثر من ألفي عام، حيث تعود أصول هذه الحرفة إلى عهد اليهود، ويواصل اليوم المسيحيون في حي كيستة ومجمع بيرسفي هذا التقليد العريق.
يُعتبر الشال والشبك جزءًا أصيلًا من التراث الكوردي. الشال هو قطعة قماشية تُلف حول الكتف أو الجسم، تُصنع عادةً من الصوف أو القطن، وتُزين بأنماط وألوان متنوعة. أما الشبك، فهو زي تقليدي يُرتدى فوق الملابس الأساسية، ويتميز بتطريزاته الدقيقة وأقمشته المزخرفة التي تعكس الطابع الكوردي الأصيل.
تمر صناعة الشال والشبك بعدة مراحل تبدأ باختيار الصوف عالي الجودة، ومن ثم غزله إلى خيوط باستخدام أدوات تقليدية. بعد ذلك تُنسج الخيوط على أنوال يدوية لإنتاج الأقمشة، قبل أن تضاف الزخارف والأنماط بألوان متنوعة، لتعبر عن الرموز الثقافية الكوردية. وفي النهاية، تُقص الأقمشة وتُخاط لتأخذ شكلها النهائي.
اليوم، بفضل جهود الحرفيين المحليين، تستمر هذه الحرفة العريقة لتُعرض منتجاتها في المهرجانات الثقافية، ما يسهم في الحفاظ على هذا الإرث وتعريف الأجيال الجديدة والزوار به.