الكارثة البيئية في عفرين مستمرة.. وأشجار الزيتون الضحية

أربيل (كوردستان24) - تواصل الفصائل المسلحة في عفرين ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق البيئة والمزارعين الكورد، حيث شهدت الأيام الماضية حملة جديدة لقطع أشجار الزيتون، ما ألحق أضراراً بالغة بمصادر دخل السكان.
وأفاد شهود عيان لكوردستان24 بأن أكثر من 250 شجرة زيتون تم قطعها بشكل متعمد في قريتي خرابة شرّا ومتينه، وهو ما وصفه الأهالي بأنها "عملية ممنهجة تهدف إلى تدمير التراث الزراعي للمنطقة."
وقال أحد المزارعين، طالباً عدم الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية: كل شجرة تُقطع هي ضربة لهويتنا وتراثنا، لكن لا أحد يستطيع فعل شيء أمام هذه الفصائل المسلحة.
الخوف والصمت في ظل حكم الفصائل المسلحة
منذ احتلال عفرين عام 2018، انخرطت الفصائل المسلحة في عمليات إزالة الغابات والتدمير المنهجي للأراضي الزراعية.
ويؤكد المزارعون أن حملات قطع الأشجار الأخيرة حدثت ليلاً، دون أن يتمكن أحد من التدخل أو منعها.
"نستيقظ صباحاً لنجد بساتيننا قد تحولت إلى أرض جرداء"، يقول أحد الفلاحين لكوردستان24، ويضيف: لا أحد يجرؤ على مواجهتهم، فكل من يعترض يُهدد بالسجن أو ما هو أسوأ.
ويضيف شاهد آخر: الناس خائفون، هذه المجموعات المسلحة تعمل دون أي رادع، محمية من قادتها الذين يجنون الأموال من معاناتنا.
تدمير موثق ومستمر
لا تقتصر هذه الجرائم البيئية على الحوادث الأخيرة، إذ تشير التقديرات إلى أن الفصائل المسلحة قطعت أكثر من 280,000 شجرة زيتون منذ عام 2018، وفق ما صرح به أحمد حسن، رئيس المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في عفرين.
تجارة الحطب: اقتصاد قائم على الدمار
مع تقييد الوصول إلى الوقود، ازداد الطلب على الحطب بشكل كبير، ما جعل تجارة الأخشاب مصدراً مربحاً للفصائل المسلحة.
وقال أحد تجار الحطب لكوردستان24، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: يتم نقل الأشجار المقطوعة إلى مستودعات ضخمة، حيث يتم بيعها لاحقاً.
وأضاف أن خشب الزيتون هو الأغلى ثمناً، مشيراً إلى أنه ينقل يومياً ما يقارب 40 طناً من الأخشاب بعد دفع رشاوى للحواجز الأمنية على الطرقات.
"الأمر لا يتعلق بجودة الخشب، بل بالربح السريع"، يقول التاجر، مشيراً إلى أن أشجار السنديان والصنوبر والتنوب تتعرض هي الأخرى للاستغلال الجائر.
معاناة بلا حلول
في ظل غياب أي إجراءات لوقف هذه الكارثة البيئية، يواجه سكان عفرين مأساة مستمرة، حيث لا يقتصر الأمر على خسائرهم الاقتصادية، بل يمتد إلى فقدانهم لموروثهم الزراعي الذي ظل قائماً لعقود.