حرب غزة تخلق مهنًا جديدة في زمن الندرة
أربيل (كوردستان24)- في ظل الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة، برزت مهن جديدة لم تكن مألوفة من قبل، نشأت نتيجة فقدان الآلاف من السكان مصادر رزقهم الأصلية، واضطرارهم للبحث عن بدائل تتناسب مع الواقع الجديد، وأحيانًا، بابتكار حلول غير مألوفة لسد احتياجات الحياة اليومية.
محمد عويضة، شاب غزي، كان يعمل في ورشة لإصلاح محركات السيارات قبل اندلاع الحرب. ومع تضرر منشأته وتوقف عمله، قرر خوض تجربة جديدة، فبدأ بجمع الولاعات الفارغة من أحياء منطقته، ثم يعمل على إصلاحها وتعبئتها بالغاز.
يقول عويضة في حديثه لكوردستان24:
"كنت أملك ورشة لإصلاح السيارات، لكن الحرب دمرت كل شيء. لجأت إلى تصليح الولاعات بسبب تزايد الطلب عليها، خاصة مع انقطاع غاز الطهي واعتماد الناس على إشعال النيران."
وفي مشهد آخر من شوارع غزة، اتخذ محمود حماد زاوية صغيرة وسط حي مدمر ليعلق لافتة كتب عليها "الدكتور لتصليح العملات". مهنته الجديدة غير مألوفة، لكنها باتت ضرورية، إذ يعمل على ترميم العملات الورقية المهترئة بعد أن توقفت إسرائيل عن إدخال أوراق نقدية جديدة إلى القطاع.
ويقول حماد لكوردستان24:
"لم أتخيل يومًا أنني سأصلح العملات الورقية. بعد أكثر من عام ونصف على الحرب، باتت العملات مهترئة، وبعضها تضرر بشظايا الصواريخ. نستخدم ورقًا بلون مشابه ونرممها لتبقى قابلة للتداول في الأسواق، وسط أزمة سيولة خانقة."
في شوارع غزة العريضة التي تحولت إلى أسواق مفتوحة للابتكار والبقاء، يروي سكان القطاع حكايات يومية عن القدرة على التكيف رغم القسوة. مشاهد البسطات، المهن الجديدة، والابتكارات الفردية تختصر واقعاً صعباً، فرضته الحرب، لكنه أفرز أيضاً قصص صمود استثنائية.
تقرير: بهاء طباسي - مراسل كوردستان24 في غزة