السوداني: العراق انتهج سياسة خارجية تقدم الشراكة كأولوية

أربيل (كوردستان24)- اكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم السبت، ان العراق انتهج سياسة خارجية تقدم الشراكة والتعاون وتعزز المصالح المشتركةَ لبلداننا، مشيرا الى أن بغداد الحضارة والحاضر تعتز بوجود الوفود العربية والروؤساء والقادة على أرضها.
وقال السوداني في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية في بغداد بدورته الـ34، اليوم السبت 17 ايار 2025، تشخص أعين شعوبنا العربية إليكم اليوم أملًا في ترجمة المواقف إلى معالجات، العراق انتهج سياسة خارجية تقدم الشراكة والتعاون وتعزز المصالح المشتركةَ لبلداننا".
وأضاف "ساندنا الحلول المبنية على الحوار والتفاهم وساهمنا في تقريب وجهات النظر المتباعدة، والعراق انتهج دبلوماسية منتجة للإسهام بتنمية الأخوة والدين والفكر المعتدل".
وأوضح "إن رؤيتنا لنهاية الأزمات ومناشئ الصراع في المنطقة تنطلق من حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقه في الحياة الحرة الكريمة على أرضه وأن يتوقف العدوان المستمر الذي يغذي الصراع والعنف"، مضيفا ان "هذه الإبادة الجماعية قد بلغت من البشاعة ما لم تشهده كل صراعات التاريخ".
وتابع قائلا، "لقد رفضنا، وما زلنا، أفعال التهجير القسري للفلسطينيين، مع وجوب؛ إيقاف المجازر في غزة، والإعتداءات على الضفة الغربية والأراضي المحتلة، وفتح الأبواب أمام المساعدات الإنسانية"، مضيفا ان "كلنا شاهد تلك الصور التي يظهر فيها الأطفال وهم مصطفون بالمئات من أجل لقمة أو قطعة رغيف قد يحصلون عليها أو يعودوا فارغي اليد".
وأردف "ماذا ستسجل ذاكرة هذا الجيل من ألم ومرارة وإحساس بالظلم؟.. لذلك دعونا ومازلنا إلى عمل عربي جاد ومسؤول لإنقاذ غزة وإعادة تفعيل دور وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في القطاع وفي الضفة الغربية".
وحول المسألة اللبنانية، قال السوداني " ندعم وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وندين الاعتداءات المتكررة على سيادة هذا البلد الشقيق، ونعمل من أجل أن يستعيد دوره ويتحقق استقراره".
وحول سوريا، قال السوداني، " نجدد مواقفنا الثابتة الداعمة لوحدة الجمهورية العربية السورية، وسيادتها على ترابها الوطني، ورفض أي اعتداء أو هيمنة على أي أرض سورية".
وأضاف "إننا لن نبخل بأي جهد لدعم الأشقاء في سوريا لإقامة دولة المواطنة وبناء نظام دستوري ديمقراطي عبر عملية انتقالية شاملة تضمن حقوق أبناء الشعب السوري، وحرية الأديان لجميع مكوناته وتحارب الإرهاب بمختلف أشكاله".
وحول الاوضاع في اليمن، قال السوداني في كلمته، "العراق يؤكد وقوفه مع وحدة اليمن وسيادته، وإنهاء الصراع والانقسام، من أجل وقف معاناة الشعب اليمني وتلبية حاجاته الإنسانية، إلى جانب إسناد جهود الأمم المتحدة لتأسيس تسوية شاملة مستدامة".
وعن الازمة السودانية، قال السوداني، "يشدد العراق على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وحقن دماء أبناء الوطن الواحد، وإيجاد حلول مستدامة في ظل أزمة إنسانية حادة يجب وقفه".
وحول ليبيا، قال السوداني، "كذلك في ليبيا الشقيقة، فإن رابط الأخوة يستدعي منا وقفة من أجل وضع حل شامل مبني على الحوار، لتعزيز الاستقرار وإنهاء الانقسام الداخلي".
وحول المفاوضات الامريكية الايرانية، قال السوداني، "لأننا نؤمن بالحوار سبيلا لتسوية الخلافات، نؤكد ترحيبنا ودعمنا للمفاوضات الأمريكية الإيرانية، منطلقين من رؤية تؤمن بالسلم والتعايش والتواصل المنتج".
وقال السوداني، " الحاجة تبرز بأن نمضي بروح الأخوة والمسؤولية، نحو حلول جذرية تعالج أصل المشكلات، وتستحضر أولوية الأمن العربي المترابط لشعوبنا العربية، وتشجع آليات العمل المؤسسية الداعمة للاستقرار العربي والإقليمي".
وأضاف، "نعلن عن ثماني عشرة مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك وفي مقدمتها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب، ونؤكد هنا إسهام العراق بمبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار غزة، ومبلغ (عشرين مليون دولار) لإعمار لبنان الشقيق".
وتابع قائلا، "قمتنا الرابعة والثلاثين ليست مجرد لقاء بل بداية لمشروع نأمل أن يشكل انعطافة وانطلاقة جديدة، نضمن معها مستقبلا يليق بشعوبنا وتطلعات أجيالنا".
وأردف السوداني، "بغداد الحضارة والحاضر تعتز بوجودكم على أرضها، وهي تقف شامخة باسقة قوية، تسهم في صناعة الحل ومواجهة التحديات بصلابة لا تلين".