معرض "الأنثروبوسين" للنحات الكوردي بستامي إيغي: فن يُعيد الحياة لما نرميه

أربيل (كوردستان24)- شهدت العاصمة التركية أنقرة افتتاح معرض فني مميز للفنان والنحات الكوردي بستامي إيغي، تحت عنوان "الأنثروبوسين"، وهو معرض يعكس رؤية فريدة يعيد من خلالها تشكيل المخلفات وتحويلها إلى أعمال فنية تنبض بالحياة والمعنى.
يعتمد إيغي في أعماله على مواد مهملة مثل الحديد الصدئ، والحجارة، والأخشاب الجافة، وعبوات المياه وعلب النحل، في محاولة لطرح تساؤلات بيئية واجتماعية حول علاقتنا المتدهورة بالطبيعة. ويقول الفنان:
"مع الثورة الصناعية بدأ عصر الأنثروبوسين، حيث تصاعد الإنتاج والاستهلاك، وبدأ البشر في إلقاء بقاياهم الصناعية والمنزلية بلا حساب، ما تسبب في تهديد موارد المياه والتربة والنظام البيئي ككل. عبر الفن، أُعيد تعريف هذه البقايا وأحولها إلى أعمال قادرة على التأثير في وعي الناس. رسالتي بسيطة: هذه قمامتنا، ويجب أن نواجهها."
يحمل معرض إيغي بعداً نقدياً قوياً تجاه النهب المستمر للموارد الطبيعية، ويُبرز كيف يمكن للفن أن يكون أداة للحماية، ليس فقط للمادة، بل وللوعي الإنساني. من خلال تشكيله لأشياء مهملة كأبواب خشبية قديمة أو أجزاء معدنية متآكلة، يمنح إيغي لتلك المواد هوية جديدة، ويعيد دمجها في الحياة من خلال الفن.
من جانبها، أوضحت سلين دوغان، مسؤولة المعرض وصحفية مهتمة بحقوق الإنسان، أن المعرض لا يقدم فقط تجربة بصرية، بل يفتح أيضاً نقاشاً حول العدالة البيئية وحقوق الإنسان.
"الفن يمتلك لغة خاصة تمنحه قدرة على خلق مساحة ديمقراطية. من خلال هذا المعرض، نُبرز الصلات بين التدمير البيئي وانعكاساته الاجتماعية، لاسيما على النساء والفتيات، باعتبارهن من الفئات الأكثر تضرراً في ظل الأنظمة القائمة على الهيمنة."
يحمل المعرض عنواناً فرعياً هو "قطع من الطبيعة"، وهو أول معرض لإيغي، تبعه معرض "الأنثروبوسين" الذي عُرض لأول مرة في معهد غوته بأنقرة عام 2023. حتى اليوم، افتتح الفنان خمسة معارض، جميعها تلتقي عند نقطة محورية: استخدام الفن كأداة مقاومة، وإعادة تعريف ما نعتبره "نفايات".
كوردستان24 – أنقرة



