ارتفاع غير مسبوق في ملوحة شط العرب وتهديد صيفي وشيك في البصرة

أربيل (كوردستان24)- حذر مرصد "العراق الأخضر"، المختص بشؤون البيئة، من تصاعد حاد في نسب الملوحة في مياه شط العرب بمحافظة البصرة، مشيرًا إلى مؤشرات خطيرة تنذر بعودة حالات التسمم نتيجة الملوثات الصلبة خلال فصل الصيف الحالي.
وأوضح المرصد، في بيان صدر يوم الإثنين، أن قراءات الخبراء سجلت ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات الملوحة، لاسيما في قضاء أبي الخصيب ومنطقة سيحان، حيث بلغت نسبة الأملاح 14 ألف وحدة TDS، ما ينذر بمستوى تلوث خطير خلال موسم الصيف.
وتوقع البيان أن تصل نسبة الملوحة في مركز مدينة البصرة إلى 30 ألف TDS، وهو ما يعادل نصف ملوحة مياه البحر.
وأشار المرصد إلى أن هذه التطورات تفرض على الحكومة العراقية التحرك العاجل عبر الدخول في مفاوضات حاسمة مع دول الجوار لضمان الحصص المائية، وتنفيذ تعهداتها ببناء سدود ومحطات تحلية كانت قد أُعلنت ثم أُهملت.
كما شدد على ضرورة ضبط التجاوزات على مصبات الأنهار، بما في ذلك ممارسات شركات التراخيص النفطية بحقن الآبار، واستحواذ بعض أصحاب النفوذ على كميات كبيرة من المياه، إلى جانب أهمية إدارة الإطلاقات المائية بفعالية.
وأكد المرصد أن صيف هذا العام سيكون "قاسياً جداً" على سكان محافظة البصرة في حال لم تُتخذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة، خصوصاً في ظل احتمالات عودة التسمم إلى مياه الشرب بسبب التلوث الصلب.
يُذكر أن مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة كان قد أصدر تحذيرات مماثلة في نيسان الماضي، نبه فيها إلى تزايد ملوحة المياه، وتراجع تدفقات نهري دجلة والفرات، إضافة إلى غياب مشاريع التحلية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمنين الزراعي والبيئي في المحافظة.