منع زراعة الرز والذرة في كرميان بسبب أزمة المياه

أربيل (كوردستان24)- في ظل أزمة نقص المياه المتفاقمة، قررت السلطات في منطقة كرميان منع زراعة محاصيل الرز والذرة هذا الموسم، نظراً لحاجتها الكبيرة إلى المياه، وحرصاً على تأمين كميات كافية لمياه الشرب وتربية المواشي.

ديار عمر، أحد المزارعين المتضررين، كان قد جهز 25 دونماً من أرضه لزراعة الرز، لكنه فوجئ بإبلاغه بعدم السماح بزراعته هذا العام.

وقال في تصريح لـ كوردستان24، "أنفقت أربعة ملايين دينار للتحضير لزراعة الرز، والآن يُمنع زراعته. كما حُظر علينا زراعة الذرة أيضاً، وحتى السمسم بحجة تأثيره السلبي على التربة واستهلاكه العالي للمياه. مع أننا ضمن حدود إقليم كوردستان ولدينا وفرة مائية، إلا أن المياه تُحوّل إلى الجنوب حيث لا تُمنع زراعة الرز."

 

من جهته، أكد المزارع رؤوف أحمد أن الوضع أصبح أكثر صعوبة مقارنة بالسنوات الماضية، "في السابق، كان لدينا مصدران للمياه، أما الآن فهناك مجرى واحد فقط، ولا يكفي لأي شيء. كنا نزرع من 300 إلى 400 دونم من الرز، أما الآن فالمياه بالكاد تكفي."

ويُذكر أن كميات المياه المتراكمة في سد دربندخان تراجعت هذا العام مقارنة بالعام الماضي، بسبب ضعف تساقط الأمطار، ما تسبب بانخفاض ملحوظ في منسوب المياه، وانعكس سلباً على المناطق المعتمدة على مياه السد ونهر سيروان.

وأوضح المسؤولون في قطاعي المياه والزراعة في كرميان أن القرار يهدف إلى الحفاظ على الحد الأدنى من المياه المتوفرة لتوزيعها على قطاعات الشرب والبستنة وتربية المواشي، خاصة في ظل ازدياد الاعتماد على سد دربندخان ونهر سيروان كمصادر رئيسية.

مدير دائرة الري في كرميان، مؤيد أحمد، صرّح لـ كوردستان24، "اضطررنا إلى اتخاذ هذا القرار فيما يخص ثلاثة مشاريع ري استراتيجية وهي: بالاجو، الشيخ لنكر، والسلام، لأنها تعتمد بشكل أساسي على المياه لأغراض الشرب والمواشي. أما الفلاحون الذين يزرعون على ضفاف نهر سيروان، أو قورتو، أو هلاسان، فهم أحرار في الزراعة هناك، إذ لا توجد مشاكل مائية في تلك المناطق."

ومع تكرر حالات الجفاف وتراجع هطول الأمطار كل عام، تتزايد المخاطر على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية ومصادر مياه الشرب، لا سيما في محافظة ديالى، مما أدى إلى هجرة عشرات القرى ضمن حدود المحافظة خلال السنوات الأخيرة.

تقرير هيمن الجاف – كوردستان24 – كرميان

 

 

 

 
Fly Erbil Advertisment