التحالف المسيحي بإقليم كوردستان يدين التفجير الانتحاري في كنيسة بـ دمشق

أربيل (كوردستان24)- أدان السكرتير العام للتحالف المسيحي في إقليم كوردستان، آنو جوهر عبدوك، التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة في العاصمة السورية دمشق
وأدناه نص بيان الإدانة:
الى شعبنا المفجوع بدماء أبناءه وبناته الأبرار …
مرة أخرى، يسقط إخوتنا واخواتنا شهداء على مذبح الإيمان، لا لذنب اقترفوه، بل لأنهم ظلّوا أوفياء لصليبهم وصلاتهم وكنيستهم.
في مساء هذا الأحد الدامي، دخل الإرهاب بوجهه الداعشي الأسود إلى كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، ليحوّل بيتًا من بيوت الله إلى مسرح دم وخراب. انتحاريان، جبناء، لا يعرفون من الرجولة ولا من الإيمان شيئًا، فجّرا نفسيهما وسط المصلين وهم يطلبون الرحمة والسلام. فكان الرد بالدم، وكان الغدر هو العظة الوحيدة التي يعرفها هؤلاء القتلة.
“سيأتي وقتٌ يظن فيه من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله” (يوحنا 16:2)
إننا في التحالف المسيحي، نُدين هذا العمل الإرهابي الوحشي الجبان بكل ما أوتينا من غضب وألم، ونعتبره حلقة جديدة في سلسلة الإبادة الممنهجة التي تستهدف شعبنا المسيحي في هذا الشرق المجروح.
هذا الجرح ليس جديدًا، بل هو تذكير دامٍ بأن سكاكين الإبادة لم تُغمد يومًا منذ سيفو وسيميل، إلى صوريا والأنفال، وسيدة النجاة، وتهجير شعبنا في سهل نينوى، وصولًا إلى محرقة بخديدا – ولا تزال ذات اليد الآثمة تعبث بأرواح الأبرياء، وتنزف ذاكرة شعبنا المستباح منذ قرن وأكثر.
من جديد، يُستهدف وجودنا، ويُذبح المصلّون في كنائسهم، ويُهان السلام بوحشية كبيرة.
“الله لنا ملجأ وقوة، عونًا في الضيقات وجد شديدًا” (مزمور 46:1)
نطالب الحكومة السورية بتحقيق فوري شفاف لا يكتفي بإصدار بيانات الإدانة، بل يبدأ بالمحاسبة، ويصل إلى خطة واضحة لحماية الكنائس ودور العبادة وحماية المسيحيين وجميع مكونات الشعب السوري الشقيق.
كما ندعو كل أبناء شرقنا، مسلمين ومسيحيين، إلى الوقوف صفًا واحدًا بوجه هذا الفكر الظلامي الارهابي، لأن من يستهدف الكنائس، هو نفسه من استهدف الجوامع ودور العبادة جمعاء، ومن يفجر مذبحًا يسبح الرب له المجد، سوف يحرق وطنًا بأكمله ان واتته الفرصة.
“طوبى للحزانى، لأنهم يُعزَّون” (متى 5:4)
إلى عائلات الشهداء نقول: لسنا نملك أن نرد إليكم أحباءكم، لكننا نعاهدهم أن دماءهم لن تُنسى، وأن نور الكنيسة التي فُجّرت لن ينطفئ، بل سيبقى مشتعلاً بالإيمان والحق والرجاء.
الشفاء للجرحى، والصبر للقلوب المحترقة، واللعنة على الإرهاب وأسياده، من أي جهة أتوا وتحت أي شعار تنكروا.
وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ." (غلاطية 6: 14).
سنبقى ما بقي الشرق، وسنبني من الرماد كنائس جديدة، وسنحمل صليبنا بلا خوف، لأننا أبناء الصليب و ابناء الرجاء.
الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، ولتبقَ كنائسنا مناراتٍ لا تطفئها نارٌ ولا إرهاب.
آنو جوهر عبدوكا
السكرتير العام للتحالف المسيحي
اربيل - عنكاوا
22 حزيران 2025