الألغام تواصل حصد الأرواح في كوردستان بعد 22 عامًا على سقوط النظام العراقي السابق
أربيل (كوردستان24)- رغم مرور أكثر من عقدين على سقوط نظام البعث، لا تزال آثار الحروب القديمة تلقي بظلالها القاتمة على مناطق واسعة من كوردستان، حيث تحصد الألغام أرواح الأبرياء بصمت، وتُبقي آلاف الهكتارات من الأراضي خارج دائرة الاستفادة الزراعية والسكنية.
وفي مواجهة هذا الخطر المستمر، يواصل منتسبو مؤسسة شؤون الألغام في قوات البيشمركة أداء عملهم في واحدة من أخطر المهن، مقدمين أرواحهم فداءً لحماية المدنيين، ومكرّسين جهودهم لتطهير الأرض من هذا الموت المتربص تحت التراب.
في قرية رايات التابعة لناحية حاجي عُمران، إحدى المناطق الملوثة بسبب الحرب العراقية–الإيرانية، يعمل فريق إزالة الألغام التابع لمديرية شؤون الألغام في أربيل ضمن مساحة تقدر بـ 205,697 مترًا مربعًا.
دلشاد رسول، مشرف فريق مكافحة الألغام، تحدث لكوردستان24 قائلًا، "نعمل على إزالة أنواع متعددة من الألغام، أبرزها من نوع M14 ورقم 4. نعتمد طريقتين في العمل: الأولى من خلال فرق الإزالة اليدوية، والثانية باستخدام المعدات الميكانيكية الثقيلة، وكل خطوة يجب أن تُنفذ بأعلى درجات الحذر."
مالك الأرض المحاطة بالألغام حُرم من استخدامها لأكثر من 45 عامًا، وفي تلك الفترة سجلت المنطقة 6 إصابات خطيرة، تحوّلت إلى قصص مؤلمة من الإعاقة والمعاناة.
نهاد حمزة، مختار قرية رايات، أعرب عن استيائه من تأخر الاستجابة الرسمية، وقال، "منذ سنوات ونحن نقدم طلبات رسمية إلى القائممقامية نطالب فيها بإرسال فرق لتطهير المنطقة. مياه المجاري القادمة من منطقة آلانة تمر فوق هذه الألغام، وإذا لم يتم تطهير مجرى المياه فلن نستطيع ري المزروعات أو استخدام الأرض."
وفقًا لإحصائيات مديرية شؤون الألغام في أربيل، تحتل منطقة بالكاياتي في محافظة أربيل، الواقعة ضمن الإدارة المستقلة لقضاء سوران، المرتبة الأولى في كثافة الألغام على مستوى الإقليم، والثانية بعد منطقة بنجوين في عموم كوردستان.
وتشير الأرقام إلى أن 13,579 شخصًا قُتلوا أو أصيبوا نتيجة انفجارات الألغام منذ ما بعد انتفاضة 1991 وحتى اليوم، ما يجعل ملف الألغام أحد أكبر التحديات الإنسانية والأمنية التي تواجهها حكومة الإقليم والمجتمع المدني على حد سواء.
وفي ظل استمرار جهود التطهير، يبقى الأمل معقودًا على تحقيق بيئة أكثر أمانًا للأهالي، وتمكينهم من العودة إلى أراضيهم ومزارعهم بعد عقود من الخوف والإقصاء القسري.
تقرير: طيفور محمد – كوردستان24 – قضاء سوران