شباب سوريون في ألمانيا يناقشون الفيدرالية كنموذج لمستقبل بلادهم

أربيل (كوردستان 24)- في مدينة هانوفر الألمانية، اجتمع عدد من الشباب السوريين في ورشة حوارية، بإشراف المركز الأوروبي للدراسات الكوردية وبدعم من وزارة الخارجية الألمانية، لبحث إمكانية تطبيق النظام الفيدرالي كخيار سياسي ودستوري لمستقبل سوريا، وسط تنوع الآراء والمكونات والانتماءات القومية والدينية للمشاركين.
اللقاء ركز على تقييم التجارب الدولية الناجحة في تطبيق الفيدرالية، وإمكانية الاستفادة منها في إعادة بناء سوريا على أسس ديمقراطية تحفظ حقوق المكونات القومية والدينية والإثنية بعد سنوات من الحرب والانقسام.
حواس سعدون، أحد قادة الحركة الإصلاحية الكوردية في سوريا، قال لكوردستان24: "الأنظمة الديكتاتورية في سوريا حرمت المكونات من ممارسة دورها الحقيقي لعقود. اليوم لدينا فرصة للاستماع إلى الجيل الشاب الذي يملك رؤية مختلفة. نحن نناقش مساراً بدأ منذ عام 2016 حتى اليوم، ونسعى للاستفادة من التجارب والمبادئ التي طُرحت في الحوارات السابقة".

من جهتها، ترى ناتالي بدنيان، وهي شابة سورية أرمنية تعيش في ألمانيا، أن التجارب الغربية يمكن أن تشكل مصدر إلهام لتطبيق الفيدرالية في سوريا.
وقالت: "ناقشنا إمكانية تبني الفيدرالية كنظام للحكم في سوريا، ودرسنا نماذج مثل كندا وألمانيا ودول أوروبية أخرى. هناك محافظات سورية يمكن أن تُدار بشكل فيدرالي، وقد تساعد هذه الفكرة في تعزيز التعايش السلمي والعدالة".

الدكتور سورين كايل، أستاذ في جامعة باساو الألمانية وخبير في النظم الفيدرالية، قدّم مداخلة أكاديمية خلال الندوة، أشار فيها إلى أن الفيدرالية قد تكون الحل الأمثل لسوريا نظرًا لتنوعها القومي والطائفي.
وأضاف: "في دول مثل ألمانيا وسويسرا، وفرت الفيدرالية حلولاً ناجحة لإدارة التنوع. سوريا تضم مكونات متعددة؛ الكُرد في الشمال، الدروز في الجنوب، العلويون في الساحل. ومن خلال نظام فيدرالي، يمكن لكل مكون إدارة شؤونه مع الحفاظ على هويته الثقافية واللغوية، ضمن دولة موحدة".

اللقاء الذي شارك فيه العشرات من الشبان والشابات السوريين، عبّر عن رغبة قوية في كسر الجمود السياسي، وطرح أفكار جريئة لمستقبل سوريا، بعيدًا عن المركزية التي أنتجت الاستبداد، وفقًا للمشاركين.
ورغم بعض المخاوف التي أبدتها قلة من المشاركين بشأن احتمالات التقسيم، إلا أن معظمهم اتفق على أن الوقت حان لإنهاء سنوات الحرب والانقسام، وبناء نظام ديمقراطي جديد يضمن العدالة والمساواة لجميع السوريين.

تقرير: شوقي كانبي - كوردستان24 – ألمانيا