هوشنك باواني لـ كوردستان24: القنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل "بوابة استراتيجية" لرسم نظام جديد في الشرق الأوسط

أربيل (كوردستان24)- أكد المحلل السياسي في مؤسسة كوردستان24 الاعلامية, هوشنك باواني أن افتتاح القنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل، والتي تُعد الأكبر من نوعها على مستوى العالم، يحمل رسائل استراتيجية عميقة تتجاوز الأبعاد الدبلوماسية التقليدية، مشيراً إلى أنها تعكس التزاماً أمريكياً طويل الأمد تجاه إقليم كوردستان كشريك موثوق ومستقر في منطقة تعج بالأزمات.
وفي لقاء خاص مع كوردستان 24، أوضح باواني الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية لهذا الحدث التاريخي.


أربيل.. مركز الثقل الاستراتيجي والجغرافي
وفي رده على سؤال حول سبب اختيار أربيل لاحتضان هذا الصرح الدبلوماسي الضخم، قال باواني: "أربيل ومنذ عام 2003، أثبتت أنها المدينة الأكثر استقراراً وأماناً في العراق. جغرافياً، هي نقطة وسطية استراتيجية قريبة من أنقرة وطهران ودمشق وبغداد وحتى منطقة الخليج، مما يجعلها مركز جذب للاهتمام الأمريكي".
وأضاف: "القنصليات عادة ما تُعنى بالشؤون المحلية لمحافظة أو منطقة محددة، لكن عندما يتم بناء (أكبر قنصلية)، فهذا يعني أن مهامها تتجاوز ذلك لتشمل ملفات اقتصادية وعسكرية وثقافية أوسع، وقد تصبح بوابة أمريكا لرسم سياسة جديدة تجاه الشرق الأوسط".


رسالة "تطمئن" المكونات و"تحذر" الخصوم
وأشار المحلل السياسي إلى أن هذه الخطوة تعكس اهتمام الولايات المتحدة بالمكونات والشعوب في المنطقة (الكورد، التركمان، الآشوريين، وغيرها) ربما أكثر من اهتمامها بالأنظمة الحاكمة.
واعتبر باواني أن توقيت الافتتاح في ظل التوترات الإقليمية والهجمات على حقول الغاز (كورمور) يحمل رسالة غير مباشرة للأطراف التي تحاول زعزعة استقرار الإقليم، مفادها أن "كوردستان ليست وحيدة، وهي شريك استراتيجي للولايات المتحدة".


شراكة طويلة الأمد وحماية للأجواء
ورأى باواني أن حجم الاستثمار والمساحة المخصصة للقنصلية يؤكدان أن الوجود الأمريكي ليس مؤقتاً، بل هو تخطيط لبقاء يمتد لعقود. وقال: "هذا البناء الضخم ليس لمرحلة عابرة، بل لمهام استراتيجية ولوجستية طويلة الأمد".
وفيما يتعلق بالجانب الأمني، دعا باواني إلى استثمار هذه الشراكة لتعزيز القدرات الدفاعية للإقليم، مشيراً إلى ضرورة التفكير بجدية في تزويد كوردستان بمنظومات دفاع جوي متطورة للتصدي للطائرات المسيرة (الدرونز) والصواريخ، أسوة بالدعم الذي يتلقاه الحلفاء الآخرون، خاصة مع التوجهات الجديدة المتوقعة للإدارة الأمريكية المقبلة.


احتياطات الطاقة.. ورقة رابحة
وختم باواني حديثه بالإشارة إلى أهمية احتياطات النفط والغاز في إقليم كوردستان كعامل جذب استراتيجي، مؤكداً أن هذه الثروات، إلى جانب الموقع الجيوسياسي والاستقرار الأمني، تجعل من الإقليم ركيزة أساسية في المعادلات الدولية والإقليمية.

 
Fly Erbil Advertisment