مازن الاشیقر لـ كوردستان24: القنصلية الأمريكية في أربيل رسالة "استقرار" للشرق الأوسط.. وبغداد تعاني من "حكومة الاستثناءات"
أربيل (كوردستان24)- أكد الخبير الاقتصادي والسياسي العراقي مازن الاشيقر، خلال استضافته في نشرة أخبار كوردستان 24، أن افتتاح القنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز حدود إقليم كوردستان والعراق لتشمل الشرق الأوسط بأسره، مشيداً بنموذج الحكم "التكنوقراط" في الإقليم ومقارنته بنظام "المحاصصة" المعيق في بغداد.
القنصلية الأكبر عالمياً: دلالات التوقيت والمكان
أشار الاشيقر إلى أن القنصلية الأمريكية الجديدة في أربيل تُعد الأكبر في العالم من حيث المساحة (80 دونماً) والكلفة التي قاربت 800 مليون دولار، واستغرقت 8 سنوات من البناء. وأوضح أن السبب الرئيسي وراء هذا المشروع الضخم هو "الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي" الذي يتمتع به إقليم كوردستان، وهو حلم تسعى إليه أي دولة في العالم.
الفرق بين "التكنوقراط" في أربيل و"المحاصصة" في بغداد
وفي مقارنة بين إدارتي أربيل وبغداد، قال الخبير الاقتصادي والسياسي العراقي مازن الاشيقر: "مشكلتنا في بغداد تكمن في سياسة المحاصصة، حيث يُنظر للبلد كعكة يتم تقسيمها، مما يؤدي لتقسيم الدولة فعلياً". وأضاف: "بعد مراجعتي للسير الذاتية لوزراء حكومة إقليم كوردستان، وجدت أنها أول حكومة تكنوقراط حقيقية ومستقلة في تاريخ العراق، حيث يتم اختيار المسؤولين بناءً على اختصاصهم وليس انتمائهم الديني أو القومي، وهذا ما تحتاج بغداد لاقتباسه".
الاستثمار محمي أمنياً: الدرس الذي فهمه الإقليم
واستشهد الاشيقر بحوار سابق بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، لتوضيح العقيدة الأمريكية التي تربط الاستثمار بالحماية الأمنية. وأوضح: "الجيش الأمريكي يحمي المستثمرين الأمريكيين، وهذه المعادلة تم فهمها جيداً في كوردستان، حيث البنية التحتية الناجحة والاستقرار يجذبان رؤوس الأموال".
وفي المقابل، ضرب مثلاً بفشل مشروع ميناء الفاو في جنوب العراق وانسحاب الشركة الكورية بعد اغتيال مدير المشروع من قبل إحدى الميليشيات، متسائلاً: "كيف تريد أن تفتح العراق على الاستثمار وأنت تقتل مديري الشركات؟".
الفارق المعيشي: 50% لصالح المواطن في كوردستان
وكشف الخبير الاقتصادي الاشيقر عن دراسة أجراها قارن فيها الناتج الإجمالي للفرد بين إقليم كوردستان و15 محافظة عراقية أخرى، ليجد أن الفارق في المستوى المعيشي يصل إلى 50% لصالح الفرد في الإقليم.
وانتقد مازن الاشيقر الأصوات في بغداد التي تدعو لخفض حصة الإقليم بدلاً من رفع مستوى باقي المحافظات، قائلاً: "بدلاً من أن نفرح بارتفاع المستوى المعيشي لجزء من العراق، تحاول بعض الميليشيات خفضه. المنافسة يجب أن تكون بالنجاح وليس بالفشل".
بغداد و"حكومة الاستثناءات"
ووصف الضيف الوضع الحالي في بغداد بـ "حكومة الاستثناءات"، حيث تم إلغاء مفاهيم المناقصات الشفافة واستبدالها باستثناءات تُمنح عبر المحسوبيات والعلاقات الشخصية، مما يؤدي إلى تضخم تكاليف المشاريع وغياب المعايير الاقتصادية، معتبراً ذلك "أسوأ ما يمر به العراق حالياً".
التكنولوجيا الدفاعية وحماية الأجواء
وفي ختام حديثه، تطرق الخبير الاقتصادي والسياسي العراقي مازن الاشيقر, إلى أهمية التكنولوجيا الدفاعية، مشيراً إلى منظومة "C-RAM" المستخدمة في السفارة الأمريكية ببغداد والمخصصة للتصدي للطائرات المسيرة (الدرونات). واقترح أن يسعى إقليم كوردستان لإقناع الولايات المتحدة باستخدام تكنولوجيا "الدرونات القاتلة للدرونات" لحماية أجواء الإقليم واستثماراته، مواكبةً للتطور التكنولوجي في الحروب الحديثة.
