مشروع مياه أربيل.. خطوة نحو الاستدامة

أربيل (كوردستان 24)- دشّن رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم المرحلة الأولى من مشروع الطوارئ للإمدادات السريعة للمياه إلى مدينة أربيل، في مراسم رسمية بحضور وزراء ومسؤولين كبار وممثلي شركة هيمن غروب المنفذة للمشروع.

يأتي هذا المشروع الاستراتيجي استجابةً لأزمة مياه حادة شهدتها مدينة أربيل في السنوات الأخيرة، ناجمة عن التغير المناخي، قلة الأمطار، انخفاض مناسيب المياه الجوفية، والتوسع العمراني المتسارع. وقد أثرت هذه التحديات بشكل مباشر على توفر المياه وجودتها لسكان العاصمة.

ويعد مشروع الإمدادات السريعة للمياه واحدًا من أكبر مشاريع البنية التحتية في قطاع المياه على مستوى العراق، بتكلفة تقدر بنحو 480 مليون دولار. ويشمل بناء محطة معالجة مياه بسعة 480 ألف متر مكعب يوميًا، وشبكة نقل مائية بطول 204 كيلومترات، تستخدم أحدث التقنيات والمواد المحلية.

رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني على أهمية المشروع قائلاً: "شهدنا أزمة مياه حادة خلال السنوات الماضية بسبب عوامل عدة، ولهذا كلفنا شركة هيمن غروب التي أنجزت المشروع في وقت قياسي وبكفاءة عالية مع استخدام موارد محلية".

ودعا بارزاني المواطنين إلى ترشيد استهلاك المياه، معتبراً ذلك "واجباً وطنياً يسهم في نجاح المشاريع الخدمية".

وأضاف: "توفير الخدمات للمواطنين أولوية حكومية قصوى، ونسعى لتقديم خدمات متكاملة تشمل المياه والكهرباء والطرق والخدمات الرقمية".

وأشار إلى التحديات المالية التي تواجه الإقليم وقال: "مشاريعنا المنجزة هي الرد الأفضل على التساؤلات غير المسؤولة حول الإيرادات وحقوقنا الدستورية".

بدوره  وصف وزير البلديات والسياحة ساسان عوني المشروع بأنه "من أكبر المشاريع على مستوى العراق" وبيّن أنه سينقذ أربيل من أزمة نقص المياه التي استمرت لعقود. وأكد أن محطة المعالجة تعد الأكبر في الإقليم، وتضم شبكة أنابيب بطول 600 كيلومتر، كما أوضح أن المشروع يستخدم نظام إعادة تدوير المياه بنسبة فاقد صفر لأول مرة في العراق.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع توفر يوميًا 130 ألف متر مكعب من المياه لأكثر من 120 ألف عائلة، مع تغطية أحياء عدة في أربيل والمناطق المحيطة.

من جانبه أكد محافظ أربيل أوميد خوشناو أن المشروع يعد "حلًا جذريًا لأزمة المياه" التي عانت منها المحافظة بين 2021 و2025، مشيراً إلى الكوارث والمصاعب التي واجهها السكان بسبب نقص المياه. وبيّن أن المحافظة قامت بمشاريع مرافقة مثل حفر آبار بديلة وبناء سدود لتقليل الفيضانات وتحسين الموارد المائية.

فيما أوضح مالك شركة هيمن غروب خالد خوشناو أن المشروع "الأكبر من نوعه في العراق" نُفذ باستخدام معدات وتقنيات استوردت من أفضل الشركات العالمية. وأضاف أن تنفيذ المشروع تم في وقت قياسي، وفقًا لأعلى المعايير، وبجهود فريق عمل متكامل يعمل على مدار الساعة.

وأشاد بالدعم الكبير من رئيس حكومة الإقليم، مؤكداً أن هذا الدعم كان حاسمًا لإنجاز المشروع بنجاح.

مع تشغيل المرحلة الأولى، سيتم توفير مياه نظيفة ومستقرة لأحياء عدة كانت تعاني نقصًا حادًا، كما سيقل الاعتماد على المياه الجوفية بإغلاق أكثر من ألف بئر، مما يساهم في تجديد الموارد المائية. ويأمل المسؤولون أن يغطي المشروع الأمن المائي لأربيل لمدة 30 سنة قادمة.

وتهدف الحكومة إلى استكمال المشروع بكافة مراحله وتوسيع نطاقه ليشمل مناطق أخرى في الإقليم، مع التأكيد على أهمية التعاون المجتمعي وترشيد استهلاك المياه.

يُعد مشروع الإمدادات السريعة للمياه في أربيل إنجازًا بارزًا يعكس قدرة إقليم كوردستان على تنفيذ مشاريع ضخمة بتقنيات حديثة وبكفاءة محلية، ويعزز من جودة حياة السكان ويؤمن لهم مياه شرب نظيفة ومستقرة في مواجهة التحديات المناخية والبيئية.

 

 
 
Fly Erbil Advertisment