بين الفقر والانسداد السياسي.. من يشعل فتيل الشارع العراقي
أربيل (كوردستان24)- في حديث تلفزيوني هو الأوضح من نوعه منذ أشهر حذر رئيس البرلمان العراقي من موجة احتجاجات شعبية واسعة قد تجتاح البلاد خلال الشهر المقبل. تصريحات أثارت تساؤلات عن مدى خطورة المرحلة القادمة خاصة في ظل تفاقم الأزمات الخدمية والمعيشية والسياسية.
في شوارع العراق الممتدة من البصرة إلى بغداد والموصل لا تكاد تخطئ عين الزائر صور البطالة الفقر وتردي الخدمات. واقع يومي لا يفارق المواطنين منذ سنوات… لكنه اليوم كما يقول بعضهم بلغ ذروته. تفاقم الغضب الشعبي يتزامن مع ارتفاع معدلات الفقر التي تجاوزت 30% في بعض المحافظات.
وقال مواطن من محافظة صلاح الدين لكوردستان24، "فرص التعيين غير متوفرة او شبه معدومة، الطالب يدرس لسنوات عديدة وعند تخرجه لا يحصل على فرصة التعيين، نحن بلد البترول واتمنى ان ننهض ببلدنا مثل دول الخليج".
بدوره قال مواطن آخر، "الوضع المعيشي بشكل عام في العراق مأساوي، هناك نقص في الخدمات رغم الخيرات الموجودة في العراق، سواء كانت خيرات الزراعة او النفط او المصانع، لكن تأثير العامل الخارجي ودول الجوار يؤثر على العراق سلباً".
لكن الأزمة ليست اقتصادية وخدمية فقط بل سياسية أيضاً. مراقبون يرون أن الانسداد السياسي المستمر منذ الانتخابات الأخيرة وتكرار الأزمات داخل قبة البرلمان يغذي مشاعر الغضب في الشارع.. حيث تتهم الطبقة السياسية باستخدام الشارع كورقة ضغط تارة ضد الحكومة وتارة ضد الخصوم.
وقال المراقب للشأن السياسي علي الجبوري لكوردستان24، "اذا كان المسؤول يتحدث عن مخاطر فكيف بالمواطن الذي ينتظر الاستقرار وينتظر العمل وينتظر الصفاء السياسي من اجل الخدمة العامة؟ ففعلا هي التصريحات السياسية للسياسيين العراقيين دائما ما تكون مثار قلق ومدعاة ايضا الى المظاهرات او الى الاحتجاجات الشعبية مدعوم هذا الامر بضعف الخدمات وانتشار الفساد وضياع الثروة العراقية وتبدلها في كثير من الاتجاهات التي لا تخدم المواطن".
العراق لم يهدأ منذ أكثر من عقدين… ومع كل أزمة اقتصادية أو سياسية يبقى الشارع العراقي هو العنوان العريض. لكن هذه المرة يبدو أن الغضب يلوح في أفق المشهد المحلي.
تقرير: سجاد حكمت - كوردستان24