تحت سقف من الصدأ… عائلة فلسطينية تحيا على حافة الخطر في غزة
أربيل (كوردستان24)- في غزة، حيث يثقل الدمارُ سماء المدينة ويطغى دخان الحرب على تفاصيل الحياة، لجأ رجل فلسطيني إلى تحويل شاحنة صدئة إلى مأوى مؤقت لأسرته بعد أن شردتهم الحرب. داخل هذا الهيكل المعدني المهترئ، تنام العائلة ليلًا بلا دواء أو أمان، بينما تزداد الأخطار مع كل ليلة تمر، وتصبح النجاة مغامرة حقيقية.
الأطفال يلعبون أسفل الشاحنة، لكن هذه المساحة الضيقة لا تحمل براءة اللعب، بل تعكس قسوة الظروف التي دفعتهم إلى حياة أقرب للتشرد منها إلى أي حياة آدمية.
مأوى لا يقي بردًا ولا خطرًا
رزق القصاص، نازح فلسطيني، يروي معاناته لكوردستان24 قائلًا، "اضطررنا أن نعيش تحت هذه الصفيحة الكبيرة… لا كهرباء، لا ماء، لا طعام. ندخل فقط من فتحة صغيرة بين القطع المعدنية، وننام ونحن نخشى أن يسقط السقف علينا".
الدخول إلى الشاحنة لا يتم إلا عبر فتحة جانبية ضيقة، بينما تعاني النساء من غياب تام للمكان الآمن أو الخصوصية، ويتنقل الرجال بين الحطام بحثًا عن الطعام رغم الجوع والتعب. المعاناة اليومية أصبحت جزءًا من روتين الحياة، والفقد صار رفيقًا لا يفارقهم.
أصوات الليل المخيفة
الطفلة الصغيرة، حميدة القصاص، تصف ما تعيشه العائلة، "في الليل هناك أصوات مخيفة، ونبقى لأيام بدون طعام أو شراب. الحرب أحرقت حياتنا وسلبت حقوقنا".
ورغم هذه الظروف القاسية، لا تزال الأسرة تتمسك بالأمل في هدنة توقف هذا الكابوس الطويل أو نهاية تعيد لهم حياتهم المفقودة.
الخوف والجوع والمرض
تحت هيكل الشاحنة الصدئة، لا يجد أفراد العائلة سوى الخوف والجوع والمرض، وسط غياب تام للكرامة وضياع للمأوى، بينما يقف العالم عاجزًا عن نجدة من تُنتهك إنسانيته تحت أنقاض الحديد ودخان الحرب.
تقرير: بهاء طباسي – كوردستان24 – غزة