جفاف يهدد "ذهب شهرزور الأسود": مزارعو العنب يكافحون للحفاظ على جودة الإنتاج
أربيل (كوردستان 24)- في قلب كروم العنب الخصبة بمنطقة شهرزور، التي تشتهر بإنتاج أجود أنواع العنب، يواجه المزارعون موسمًا صعبًا هذا العام.
موجة الجفاف التي ضربت المنطقة، إلى جانب تراكم تأثيرات الممارسات الزراعية السابقة، أدت إلى تراجع ملحوظ في كمية المحصول، مما يثير قلق المزارعين على مستقبل هذا القطاع الحيوي.
"كنا في السابق نحصل على محصول جيد ووافر، لكن هذا العام تأثر الإنتاج بشدة بسبب الجفاف"، بهذه الكلمات يصف المزارع جوتيار محمد الوضع الحالي في كرمه.
ويضيف بصدق: "لكن يجب أن نعترف بأننا نتحمل جزءًا من المسؤولية. الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية في السنوات السابقة قضى على العناصر الغذائية الحيوية في التربة، مما أضعف قدرة الكروم على المقاومة".
على الرغم من التحديات، يواصل جوتيار تطبيق أساليب زراعية مستدامة للحفاظ على جودة ما تبقى من محصوله وحماية كرومه للمواسم القادمة.
ويوضح: "نحن هنا لا نستخدم أي مبيدات حشرية ضارة، ونتجنبها تمامًا. كما نقوم بعمليات تقليم دقيقة لضمان ألا يتأثر محصول العام القادم سلبًا".
ويفتخر جوتيار بالطابع الفريد لعنب شهرزور، قائلاً: "هذا الكرم الذي تراه يعتمد كليًا على مياه الأمطار (بعلي)، ولا نستخدم أي مواد كيميائية، مما يمنحه جودة طبيعية فريدة ومذاقًا مميزًا".
ويشير إلى أن لديه ما يقارب 11 نوعًا من العنب، من بينها صنف فرنسي الأصل تأقلم بشكل ممتاز مع بيئة المنطقة وينتج ثمارًا عالية الجودة دون الحاجة للري الصناعي.
ومع ذلك، فإن الجهود الفردية قد لا تكون كافية. يرى جوتيار أن كروم العنب التي تأثرت بشدة قد تحتاج إلى ما بين خمس وست سنوات من الرعاية المكثفة لتستعيد عافيتها بالكامل، وهو ما يتطلب دعمًا وتوجيهًا.
يختتم جوتيار حديثه بمناشدة للجهات الحكومية لتقديم الدعم اللازم لمزارعي المنطقة.
ويقول: "أرض شهرزور خصبة ومباركة، لكن المزارعين بحاجة إلى دعم حكومي وتزويدهم بالخبرات اللازمة لمواجهة التحديات المناخية وتطوير أساليبهم الزراعية، لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي الذي تشتهر به منطقتنا".
