آلاف العائلات العراقية تطالب بكشف مصير أبنائها

أربيل (كوردستان24)- تحيي آلاف العائلات في العراق، ولاسيما في محافظة الأنبار، اليوم العالمي للمفقودين بآلامٍ متجددة، وسط مناشدات مستمرة لمعرفة مصير أبنائها الذين تعرضوا للإخفاء القسري خلال سنوات الصراع. ورغم مرور أعوام طويلة، لا تزال هذه القضية عالقة دون حلول، تاركةً وراءها جراحاً مفتوحة ومعاناةً يومية لعائلات بلا معيل.
مأساة إنسانية مستمرة
في بيت متواضع بمدينة الرمادي، جلست أم أحمد متشبثة بصورة زوجها الذي اختفى قبل نحو ثماني سنوات. دموعها لم تجف بعد، وهي تروي قصتها المليئة بالانتظار والوجع، بين أمل بعودته وخوف من أن يكون الغياب قد تحول إلى مأساة لا عودة منها. تقول أم أحمد:
"نطالب الحكومة العراقية وأي جهة قادرة أن تحدد أماكن أبنائنا. ما ذنبنا نحن وهذه الأطفال المشرّدة والعوائل المحطمة بلا معيل؟ نريد أن نعرف مصير أبنائنا."
الأطفال هم الأكثر تضرراً، إذ وجدوا أنفسهم في مواجهة قسوة الحياة مبكراً، بعدما اضطر كثير منهم لترك مقاعد الدراسة بسبب غياب الآباء.
غياب الإجابات الرسمية
حتى اليوم، لم تكشف السلطات العراقية أي معلومات مؤكدة عن أماكن وجود المفقودين في الأنبار أو مصيرهم، ما يزيد من حجم الألم لدى ذويهم. ومع استمرار الصمت الرسمي، تتجدد المناشدات كل عام دون أي بوادر لحل جذري.
صوت الأطفال
ريام عبد القهار، ابنة أحد المغيبين، وجهت نداءً مؤثراً قائلة:
"أنا بنت أحد المغيبين. أطالب برجوع أبي، أطالب بمعرفة مصير المغيبين ومصير والدي، لأن والله الحياة صارت صعبة جداً."
قضية وطنية
ملف المفقودين في العراق لم يعد قضية عائلات فقط، بل تحوّل إلى ملف وطني يطال آلاف الأسر في مختلف المحافظات. ومع حلول اليوم العالمي للمفقودين، تجدد العائلات مطالبها بالكشف عن الحقيقة، وإيجاد آلية جادة تضمن لها معرفة مصير أحبائها وإنهاء معاناتها المستمرة.
تقرير: أحمد الدليمي – كوردستان24 – الانبار