الجفاف يفتك ببساتين الرمان الشهيرة في زاخو والمزارعون يناشدون لإنقاذ محاصيلهم

أربيل (كوردستان 24)- يواجه مزارعو قرية "أرمشتي" في أدارة زاخو المستقلة، المشهورة بإنتاجها الوفير من الرمان عالي الجودة، كارثة زراعية حقيقية تهدد بتدمير أكثر من 200 بستان بسبب موجة الجفاف الحادة التي تضرب المنطقة.
وقد أدى شح المياه إلى جفاف الأشجار وتلف المحاصيل، مما دفع المزارعين إلى توجيه نداء استغاثة عاجل إلى السلطات لإنقاذ مصدر رزقهم.
ويقول المزارع عزت محمد انه في السابق، كانت بساتين الرمان في القرية تروى مرة كل أسبوع، لكن بسبب انخفاض منسوب المياه وقلة الأمطار، أصبح المزارعون غير قادرين على ري أراضيهم إلا مرة كل 15 يوماً، وهي فترة لا تكفي للحفاظ على حياة الأشجار وثمارها.
معاناة المزارعين
يصف ريبر محمد وهو مزارع الوضع بالمأساوي قائلاً: "لم يبق لدينا ماء. نضطر لشراء الوقود بمبالغ باهظة لتشغيل مضخات المياه، حيث أنفق أسبوعياً ما يقارب 350 ألف دينار عراقي فقط على الوقود".
وأضاف: "الرمان الذي كنا نبيعه في بغداد ومصر والعديد من المدن الأخرى، أصبح اليوم بلا قيمة".
بدوره أشار المزارع خليل يوسف إلى أن محصول هذا العام لن يكون جيداً على الإطلاق بسبب نقص المياه، حيث قال: "بعد أن كنا نروي أراضينا كل 14 يوماً، أصبحنا الآن ننتظر 24 يوماً. لقد جفت الآبار، ولم يتبق منها سوى بئرين خاصين نعتمد عليهما".

وقد تحولت البساتين التي كانت خضراء ومثمرة إلى أراضٍ قاحلة، حيث جفت الأشجار تماماً وتيبست ثمار الرمان على أغصانها قبل أن تنضج، مما ينذر بخسارة كاملة للموسم الحالي ويهدد مستقبل الزراعة في القرية.
مشروع إنقاذ طارئ
استجابةً لنداءات المزارعين، أكد قائمقام قضاء زاخو، مشير محمد بشير، أن الإدارة المحلية قد أعدت مشروعاً طارئاً لحل الأزمة.
وصرح بشير لـ كوردستان 24 قائلاً: "لقد قمنا بإعداد دراسة متكاملة لمشروع يهدف إلى سحب المياه من نهر الخابور القريب وضخها إلى بساتين قرية أرمشتي وقرية بيزار المجاورة، على مسافة تقدر بثلاثة كيلومترات".
وأضاف: "تبلغ تكلفة المشروع 635 مليون دينار عراقي، وسيستفيد منه 65 مزارعاً في أرمشتي و35 مزارعاً في بيزار. لقد أكملنا جميع الإجراءات ونحن الآن بانتظار الموافقة المالية للبدء بالتنفيذ".
وتبقى آمال المزارعين معلقة على سرعة تنفيذ هذا المشروع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بساتينهم التي تشكل تاريخ المنطقة ومصدر دخلهم الرئيسي، قبل أن يقضي الجفاف على آخر ما تبقى منها.
تقرير : ميهفان مجيد – كوردستان24 – زاخو
