تلوث الأنهار.. أزمة بيئية تهدد حياة الملايين في العراق

أربيل (كوردستان24)- يواجه العراق اليوم أزمة وجودية تهدد حياة الملايين، مع تفاقم مستويات التلوث في نهري دجلة والفرات، اللذين كانا يوماً ما رمزاً للحضارة ورافدين للحياة، وأصبحا الآن مصدراً للأمراض القاتلة، وفي مقدمتها السرطان.
من "بلاد الرافدين" إلى خطر يهدد الصحة
العراق، المعروف تاريخياً بـ"بلاد الرافدين"، يقف أمام كارثة بيئية غير مسبوقة. الخبراء يحذرون من أن مياه النهرين لم تعد صالحة للشرب أو الاستخدام، بل تحولت إلى ناقل للأمراض نتيجة الإهمال وسوء الإدارة.
أبعاد داخلية وخارجية للأزمة
الخبير في شؤون التلوث والتصحر تحسين الموسوي، وخلال استضافته في نشرة كوردستان24، أكد أن الأزمة ذات أبعاد معقدة. وقال: "المشكلة لها جانبان: الأول خارجي يتعلق بطريقة تعامل دول الجوار مع حصص العراق المائية، والثاني داخلي يرتبط بسوء إدارة الموارد وغياب الثقافة البيئية لدى المجتمع والمؤسسات الحكومية."
مخلفات سامة وتدمير للتنوع البيولوجي
الموسوي أشار إلى أن مؤسسات حكومية، بما فيها بعض المستشفيات والمصانع، ترمي مخلفاتها مباشرة في النهرين، ما تسبب بتلوث خطير بمواد بتروكيميائية سامة، وتدمير واسع للتنوع البيولوجي.
وأضاف: "تقارير دولية تؤكد أن مياه الأنهار باتت مسببة للسرطان، ورغم خطورة ذلك، لا نرى استجابة جدية من الحكومة العراقية لمعالجة هذه الكارثة."
السياسة أولاً.. وصحة المواطنين مؤجلة
في وقتٍ تستمر فيه الخلافات السياسية، تبقى القضايا المصيرية المتعلقة بصحة الناس والبيئة معلّقة بلا حلول. ويطرح هذا الواقع أسئلة جوهرية حول أولويات الحكومة، وقدرتها على مواجهة التحديات الحقيقية التي تمس حياة العراقيين بشكل مباشر.