اليمن.. السيول الجارفة تُشرّد الآلاف وتكشف هشاشة البنية التحتية
أربيل (كوردستان24)- شهدت عدة محافظات يمنية خلال الأشهر الأخيرة سيولاً جارفة ناجمة عن تزايد معدلات هطول الأمطار الغزيرة، مخلفة أضراراً واسعة طالت نحو 100 ألف شخص، بحسب تقارير دولية، في وقتٍ تتكرر فيه التحذيرات من تداعيات التغير المناخي على البلاد.
مشاهد الخراب في القرى
في إحدى قرى محافظة تعز جنوب غربي اليمن، يكشف المشهد حجم الكارثة بعد ليلة مطيرة. الانجرافات الكبيرة جرفت المزارع والمنازل، وخلّفت أضراراً بالغة على السكان. مفيد محمد، أحد المتضررين، يقف وحيداً أمام منزله المنهار يحاول لملمة ما تبقى من ممتلكاته. ويقول بأسى:
"كانت لدي مزرعة للبن والزيتون والمانجو… كل شيء جرفته السيول. أثاث المنزل انتهى، البوابات تكسرت، وسيارتي تعطلت بالكامل."
قصة مفيد ليست سوى صورة مصغرة لواقع مئات العائلات التي وجدت نفسها فجأة بلا مأوى، لتتسع معاناتها في ظل غياب الحلول العاجلة.
خسائر في الأرواح والمواشي
السيول لم تقتصر على المنازل، بل ألحقت أضراراً جسيمة بالمواشي والأراضي الزراعية، ما يهدد مصدر الرزق الوحيد للأسر الريفية. صفوان الجبيحي، أحد المسؤولين المحليين في تعز، أوضح لـكوردستان24:
"تعتمد هذه الأسر على المواشي والأغنام كمصدر عيشها الأساسي، لكن السيول جرفتها وأغلقت الطرق الرئيسية والفرعية، وألحقت دماراً واسعاً بالأراضي الزراعية."
تحذيرات متكررة ومعاناة مستمرة
بحسب لجنة الإنقاذ الدولية، تضرر أكثر من 100 ألف يمني بنسب متفاوتة من جراء السيول الأخيرة، فيما تشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن فيضانات عام 2024 وحده ألحقت الضرر بأكثر من 1.3 مليون شخص، بين خسائر في الأرواح ودمار للممتلكات.
هذه الأرقام تكشف حجم هشاشة البنية التحتية اليمنية، وضعف الاستجابة الإنسانية، في ظل أزمة ممتدة تجعل السيول كارثة متجددة تعصف بحياة السكان عاماً بعد آخر.
تقرير: أيمن قائد – كوردستان24 – تعز(اليمن)