أهالي الأنبار يناشدون لإنهاء معاناتهم بعد سنوات من التحرير
أربيل (كوردستان 24)- على الرغم من مرور سنوات على تحرير مدن محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش، لا تزال مشاهد الدمار الهائل تخيم على أفق المحافظة، شاهدةً على حجم المعاناة التي لم تنتهِ فصولها بعد. آلاف المنازل المدمرة، وأحياء سكنية تحولت إلى أطلال، تروي قصة إعمار متعثر وحقوق ضائعة لأهالٍ فقدوا كل شيء وينتظرون التفاتة جادة من الحكومة.
تشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود أكثر من 30 ألف منزل مهدم في عموم المحافظة لم تتم إعادة إعمارها حتى اليوم. هذا الرقم الصادم يعكس واقعاً مريراً تعيشه آلاف الأسر التي لا تزال تعاني من ظروف إنسانية صعبة، بين النزوح والإيجارات المرتفعة، بينما تقف أنقاض منازلها عائقاً أمام عودتها واستقرارها.
ومع كل دورة انتخابية، تتجدد الوعود بإعادة الإعمار وصرف التعويضات، لكنها سرعان ما تتبخر مع انتهاء الحملات، تاركة المواطنين في حالة من الإحباط واليأس. هذا الواقع دفع العديد منهم إلى توجيه نداءات متكررة عبر وسائل الإعلام.
أحد المواطنين المتضررين عبر عن استيائه قائلاً: "ملف التعويضات شائك وعالق منذ سنوات طويلة. مع الأسف، رغم مرور كل هذا الوقت وتغير الحكومات والمسؤولين، لم نَرَ أي خير. المواطن في الأنبار وصلاح الدين والموصل، الذي تعرضت مدنه للدمار، لم يلتفت إليه أحد. لم يقدموا لنا أي حلول حقيقية".
المشهد يزداد قتامة حين نرى أن بعض الأهالي، في محاولة يائسة منهم لاستعادة حياتهم، اضطروا إلى الاستدانة وإعادة بناء منازلهم بجهودهم الشخصية، ليجدوا أنفسهم غارقين في الديون، دون أن تصلهم أي تعويضات حكومية تخفف عنهم هذا العبء.
مواطن آخر وجه نداءً مباشراً للجهات المسؤولة قائلاً: "نتمنى تحريك هذه الملفات. لقد وعدونا كثيراً ولكن لا شيء على أرض الواقع. نناشد جميع الجهات المعنية، من رئيس الوزراء إلى أصغر نائب، أن يلتفتوا إلى العوائل المتضررة. حتى من قام بترميم بيته من ماله الخاص، هو الآن مطلوب ومثقل بالديون".
وبينما تنتظر آلاف العائلات حلاً جذرياً ينهي مأساتها، تبقى مدن الأنبار المحررة مجرد أرقام في ملفات تنتظر التحريك، وشواهد حية على حرب انتهت عسكرياً، لكن آثارها الإنسانية والاجتماعية لا تزال محفورة في كل زاوية.
تقرير: محمد الدليمي – كوردستان24 – الأنبار