د. عبد الرحمن صديق لـكوردستان24: اسم "كوردستان" حقيقة جغرافية وقرآنية.. ومحاولات طمسها لن تفلح

أربيل (كوردستان24)- أكد الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور عبد الرحمن صديق، أن حب الوطن والأرض هو فطرة إنسانية وواجب ديني، مشدداً على أن اسم "كوردستان" ليس مجرد مصطلح سياسي بل هو حقيقة تاريخية وجغرافية، مستشهداً بأدلة قرآنية وشواهد تاريخية تثبت حق الشعب الكوردي في تسمية أرضه.
جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "بـه كوردي" (بالكوردية) الذي يعرض على شاشة "كوردستان 24"، حيث ناقش مفهوم "حب الأرض والوطن" وأبعاد الهجمات التي تتعرض لها البنية التحتية في الإقليم.
استهل الدكتور صديق حديثه بالإشارة إلى أن الله تعالى خلق الإنسان على أرض محددة، وارتباط الإنسان بتلك الأرض هو جزء من الإرادة الإلهية. واستشهد بآيات من القرآن الكريم لبيان قيمة الوطن، مشيراً إلى قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ﴾، مبيناً أن الله ساوى بين الخروج من الديار وبين الموت، فترك الوطن خوفاً هو موت بحد ذاته.
كما أشار إلى الآية الكريمة: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ﴾، موضحاً أن الله وضع إخراج الناس من ديارهم في مصاف قتالهم في دينهم، مما يدل على قدسية الأرض والوطن في الإسلام.
وفي استدلال لافت، تطرق الدكتور صديق إلى سورة النمل، حيث قال تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ...﴾. وتساءل صديق: "إذا كان الله سبحانه وتعالى قد سمى وادياً باسم (النمل) لأن النمل يعيش فيه، فكيف يُحرم على الكورد تسمية أرضهم بـ (كوردستان) وهم يعيشون عليها؟ هذا يدل على عدالة السماء في نسب المكان لساكنيه".
واستذكر حادثة تاريخية تعود لعام 1964 خلال مؤتمر إسلامي في بغداد، حيث اقترح وفد إيراني تسمية الخليج بـ "الخليج الإسلامي" لإنهاء الجدل بين العرب والفرس، إلا أن البروفيسور الإيراني (ممثل الشاه آنذاك) رفض بشدة قائلاً: "نحن دولة اسمها إيران ونحن فرس، ولا يمكن تغيير اسم الخليج الفارسي"، فعقب عليه العلامة الكوردي الملا صالح الكوزه بانكي قائلاً: "لماذا يحق لكم التمسك باسم فارس، بينما ترفضون اسم كوردستان وتعتبرونه خروجاً عن الدين؟".
وأشار صديق إلى أن حتى النظام العراقي السابق، ورغم استبداده، اعترف في اتفاقية 11 آذار 1970 بمصطلح "منطقة الحكم الذاتي لكوردستان"، بينما لا يزال البعض اليوم يتحسس من هذا الاسم.
وفيما يتعلق بالهجمات الأخيرة التي طالت حقل "كورمور" الغازي والمناطق الأخرى في الإقليم، شبه الدكتور عبد الرحمن صديق الوضع بـ "مباراة كرة القدم"، قائلاً: "في أي منافسة، هناك قواعد. حتى لو كان هناك صراع سياسي بين طرفين، لا يجوز لأي منهما تدمير (الملعب) الذي هو أرض الوطن وبنيته التحتية".
وأضاف: "من يضرب البنية التحتية ومصادر عيش المواطنين، فإنه يستهدف وجود الشعب بأكمله، وليس حزباً أو طرفاً سياسياً معيناً".
واختتم الدكتور عبد الرحمن صديق حديثه بالتأكيد على أن الحل الجذري للحفاظ على كرامة الإنسان الكوردي وأرضه يكمن في "الدولة"، مشيراً إلى أن الشعوب التي تمتلك دولة، تمتلك الهيبة والقدرة على حماية مقدساتها وأسمائها، وأن تقسيم كوردستان كان بإرادة استعمارية وليس بإرادة الكورد، ولذلك فإن التمسك بالأرض والاسم هو أبسط حقوق الوفاء لهذا الوطن.