الشرع يدعو في ذكرى إطاحة الأسد إلى توحيد جهود السوريين لبناء دولة قوية

أربيل (كوردستان24)- شدد الرئيس الانتقالي احمد الشرع الاثنين في الذكرى السنوية الأولى للاطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الاسد على اهمية توحيد جهود السوريين لبناء "سوريا قوية" وتحقيق مستقبل "يليق بتضحيات شعبها".

قبل عام، وصلت فصائل إسلامية بقيادة الشرع إلى دمشق، بعد هجوم مباغت انطلق من معقلها آنذاك في شمال غرب البلاد، ونجح خلال أيام بالإطاحة بالأسد الذي حكمت عائلته البلاد بقبضة من حديد لأكثر من خمسة عقود.

وتحيي السلطات الانتقالية ذكرى وصولها الى دمشق بسلسلة احتفالات يتخللها عرض عسكري مركزي في دمشق وكلمة يوجهها الشرع للسوريين، في وقت يواجه تحديات كبرى في كسب ثقة جميع المكونات السورية والحفاظ على بلاده موحدة.

وبعيد أدائه صلاة الفجر في الجامع الاموي، قال الشرع "سنعيد سوريا قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها.. ببناء يليق بحضارة سوريا العريقة"، وفق تصريحات نقلتها منصّات الرئاسة.

وشدد الشرع الذي ظهر ببزة عسكرية خضراء اللون، ارتادها عند وصوله دمشق قبل عام، على ان "صون هذا النصر والبناء عليه يشكل اليوم الواجب الأكبر الملقى على عاتق السوريين جميعا".

ونجح الشرع، الذي تخلى عن ماضيه الجهادي، خلال عام في كسر عزلة سوريا الدولية ورفع عقوبات اقتصادية خانقة عنها. لكنه ما زال يواجه في الداخل تحديات كبرى أهمها بناء مؤسسات قوية وضبط الأمن والاستقرار، لا سيما بعد اعمال عنف على خلفية طائفية طالت المكونين العلوي ثم الدرزي وحصدت مئات القتلى.

وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش  في بيان ليل الأحد على أن "ما ينتظر سوريا يتجاوز بكثير مجرد انتقال سياسي، فهو فرصة لإعادة بناء المجتمعات المدمرة، ومداواة الانقسامات العميقة".

وتحيي السلطات ذكرى إزاحة الاسد في وقت أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، التي لم تثمر مفاوضات تخوضها مع دمشق لدمج مؤسساتها في الدولة اي تقدم بعد، منع إقامة أي تجمعات أو فعاليات جماهيرية في كافة مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا نظرا لما وصفته بـ "الظروف الأمنية الراهنة، المتمثلة في ازدياد نشاط الخلايا الارهابية".

وفي منشور على منصة إكس، اعتبر مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكري للإدارة الذاتية، أن "المرحلة الراهنة تفرض على الجميع مسؤولية وطنية مشتركة، وحواراً جامعاً يضع مصلحة السوريين فوق كل اعتبار"، مجددا مطالبة الاكراد بـ "بناء سوريا ديموقراطية، لا مركزية".

من جانب آخر، دعا الأحد رجل الدين السوري العلوي البارز غزال غزال أبناء طائفته الأحد إلى "إضراب شامل في كافة مجالات الحياة والالتزام في البيوت مدة خمسة أيام"، على أن يبدأ الإضراب في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

وبعد عام في السلطة، ورغم اتخاذه خطوات عدة لترسيخ حكمه، يواجه الشرع تحديا رئيسيا في الحفاظ على وحدة سوريا، مع ارتفاع أصوات في الجنوب وأخرى في الساحل الذي شهد مؤخرا تظاهرات غير مسبوقة احتجاجا على الوضع الامني والمعيشي، تطالب بالانفصال أو بحماية دولية، وإصرار الأكراد على حكم لا مركزي.

وتشكّل إسرائيل التي ترغب بدورها بتكريس منطقة خالية من السلاح تصل تخوم دمشق، وتتوغل قواتها بشكل يومي في عمق سوريا، تحدّيا آخر لسلطة الشرع.

وخاض الطرفان السوري والإسرائيلي جولات تفاوض مباشر على مستوى وزاري، لكن ذلك لم يوقف هجمات اسرائيل.

AFP