"أعيدونا إلى ديارنا".. نازحو جرف الصخر يروون فصولاً من الإهمال والمعاناة
أربيل (كوردستان 24)- بعد سنوات طويلة من النزوح، لا تزال مأساة أهالي منطقة جرف الصخر مستمرة في مخيمات بزيبز، حيث يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية وسط غياب شبه تام للدور الحكومي، خاصة من وزارة الهجرة والمهجرين، مطلقين نداءات عاجلة لإنهاء معاناتهم والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم.
"صار لنا سنين نايمين في بزيبز"، بهذه الكلمات يبدأ أبو جاسم، أحد النازحين من جرف الصخر، حديثه عن محنته التي طال أمدها. ويضيف بحسرة: "لا يوجد أي دور للحكومة، ووزارة الهجرة للأسف ليس لها أي دور مع المهجرين. والله معاناتنا كبيرة جدًا، فكافة مصادر المعيشة صعبة في مخيمات بزيبز".
هذه الشهادة الشخصية يؤكدها الناشط المدني خالد حميد الزوبعي، الذي يشير إلى أن معاناة النازحين لم تنتهِ بعد رغم مرور السنوات. ويوضح الزوبعي: "تصلنا مناشدات كثيرة من المخيمات عن المعاناة الشديدة التي يعانون منها بسبب النقص في المواد الغذائية والرعاية الصحية. كل هذه المناشدات تصل إلينا كمنظمات مجتمع مدني وناشطين، ونحن بدورنا نؤكد أن هذا الملف يجب أن تهتم به الحكومة بشكل كبير، وخصوصًا وزارة الهجرة".
بين اليأس والأمل، يرفع نازح آخر، يُدعى أبو إياد، صوته بمناشدة مباشرة تمزج بين الدعاء والرجاء، قائلاً: "نسأل الله ثم الحكومة أن تعيد حساباتها وتقول هؤلاء الناس المظلومة يجب أن نرجعها لديارها. نسأل الله أن تعيد تفكيرها في بناء هذا الشعب، وأن تفكر بلحمة الشعب العراقي حتى يكون يدًا واحدة".
وتظل قضية نازحي جرف الصخر ملفًا إنسانيًا شائكًا، ينتظر حلاً سياسيًا وإنسانيًا يعيد لهم حقهم في العودة الآمنة إلى مناطقهم، وينهي فصولاً من المعاناة طالت أكثر مما ينبغي في مخيمات النزوح.