إسرائيل تُحيي الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر على وقع محادثات لإنهاء حرب غزة

أربيل (كوردستان24)- تحيي إسرائيل الثلاثاء الذكرى السنوية الثانية للهجوم غير المسبوق الذي شنّته ضدّها حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأشعل فتيل حرب مدمّرة لا تزال متواصلة في قطاع غزة، في حين يجري الطرفان مفاوضات غير مباشرة في مصر لإنهاء هذه الحرب.

وصبيحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في ختام عيد العرش اليهودي (سوكوت)، شنّت فصائل مسلّحة بقيادة حماس هجوما مباغتا وغير مسبوق على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، لتشهد بذلك الدولة العبرية اليوم الأكثر دموية على الإطلاق في تاريخها.

ويومها، اخترق المقاتلون الفلسطينيون الحدود الجنوبية للدولة العبرية حيث هاجموا بالأسلحة النارية والقذائف والعبوات الناسفة البلدات والتجمّعات السكانية الإسرائيلية فضلا عن مهرجان موسيقي أقيم يومها في الصحراء.

وأسفر الهجوم عن مقتل 1,219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

كما اختطف المهاجمون 251 شخصا اقتادوهم رهائن إلى قطاع غزة حيث لا يزال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 رهينة يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا مصرعهم.

والثلاثاء، تُقام في إسرائيل فعاليات تذكارية بمناسبة ذكرى الهجوم.

ومن المقرّر أن تجتمع عائلات الضحايا وأصدقاؤهم في موقع مهرجان "نوفا" حيث قتل مقاتلو حماس أكثر من 370 شخصا واختطفوا عشرات الرهائن.

كما ستقام مراسم أخرى في ساحة الرهائن في تل أبيب حيث تجري أسبوعيا تظاهرات تطالب بالإفراج عن بقية المحتجزين في القطاع الفلسطيني.

بالمقابل، تحيي الدولة العبرية رسميا ذكرى هذا الهجوم هذا العام في 16 تشرين الأول/أكتوبر كونها تعتمد التقويم اليهودي.

وزار العديد من الإسرائيليين موقع مهرجان "نوفا" الإثنين.

وقال إلعاد غانز لوكالة فرانس برس إنّ "ما وقع هنا كان صعبا وهائلا لكنّنا نريد أن نعيش ورغم كلّ شيء نستمر في حياتنا ونتذكر من كانوا هنا وللأسف لم يعودوا".

ومنذ هجوم حماس، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية الانتقامية ضدّ حركة حماس في قطاع غزة. وخلّفت هذه الحملة المستمرة دون هوادة برّا وجوا وبحرا دمارا هائلا في القطاع الفلسطيني فضلا عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين.

وعلى صعيد الكلفة البشرية لهذه الحرب فقد قُتل في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ما لا يقلّ عن 67,160  فلسطينيا، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

أما على صعيد الخسائر المادية فقد تمّت سوّيت بالأرض أحياء بأكملها، ودُمّرت غالبية المنازل والمستشفيات ودور العبادة والمدارس والبُنى التحتية.

ومنذ اندلاع الحرب يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين بلا مأوى، في مخيّمات مزدحمة وأراض مفتوحة حيث يعانون من شحٍّ في الطعام والمياه وانعدام إمدادات الصرف الصحّي.

وقالت حنان محمد (49 عاما) التي نزحت من منزلها في مخيّم جباليا "لقد خسرنا في هذه الحرب كل شيء، بالمعنى الحرفي: بيوتنا، أفراد من العائلة، أصدقاء وجيران. خسرنا حياتنا بروتينها وكل تفاصيلها، بل وأعصابنا أيضا للأبد".

وأضافت "لا أطيق الانتظار لإعلان هدنة وتوقف شلّال الدم والموت، لا يمكننا الاحتمال، لكن أعتقد أنّ حياتنا ستظلّ صعبة، فلا يوجد هنا إلا الدمار".

- مهمة عسيرة -
وعلى مدار العامين المنصرمَين، وسّعت إسرائيل نطاق عملياتها العسكرية إلى خارج القطاع الفلسطيني لتشمل أهدافا في خمس عواصم إقليمية، بما في ذلك طهران.

ونجحت الدولة العبرية في عملياتها هذه في تصفية مسؤولين وقياديّين كثرا، من بينها معظم قادة الصفّ الأول في حركة حماس، وكذلك أيضا في حزب الله اللبناني ولا سيّما أمينه العام السابق حسن نصرالله.

ومع دخول الحرب في غزة عامها الثالث تواجه كلّ من إسرائيل وحماس ضغوطا دولية متزايدة للتوصل إلى اتفاق.

والأسبوع الماضي، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة مؤلفة من 20 بندا تنص خصوصا على وقف إطلاق نار فوري وإطلاق حماس جميع الرهائن ونزع سلاح الحركة وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

وعشية هذه الذكرى الثانية، بدأت في منتجع شرم الشيخ المصري الإثنين مفاوضات غير مباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة ترامب.

وقالت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من المخابرات المصرية إنّ النقاشات تركّز على "تهيئة الظروف الميدانية" لتبادل الرهائن وفق خطة الرئيس الأميركي.

وقال مصدر فلسطيني مقرب من مفاوضي حماس إن المحادثات "قد تستمر لعدة أيام".

وعلى الرّغم من ترحيب كل من حماس وإسرائيل بمقترح ترامب، من المتوقع أن يكون التوصل إلى اتفاق حول تفاصيله مهمة شائكة وعسيرة.

وردّا على سؤال عن سير المفاوضات في مصر، ولا سيّما عمّا إذا كانت لديه شروط مسبقة تشمل موافقة حماس على نزع سلاحها، قال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض الإثنين "لديّ خطوط حمراء: إذا لم تتحقّق أمور معيّنة فلن نمضي في الأمر"، مضيفا "لكنّني أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام، وأعتقد أنّ حماس وافقت على أمور مهمّة للغاية".

وتابع الرئيس الأميركي "أعتقد أنّنا سنتوصّل إلى اتّفاق. من الصعب عليّ قول ذلك في حين أنهم منذ سنوات وسنوات يحاولون التوصّل إلى اتفاق"، مؤكدا في الوقت نفسه "سنتوصّل إلى اتفاق في غزة، أنا شبه متأكّد من ذلك، نعم".

وشهدت الحرب سابقا هُدنتَيْن مكّنتا من الإفراج عن عشرات الرهائن. ومع ذلك، حذّر قائد أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير من أنّه إذا فشلت مفاوضات شرم الشيخ فإنّ الجيش "سيعود للقتال" في غزة.

AFP

 
 
Fly Erbil Advertisment