حيدر العبادي لـ"كوردستان24": لا بديل عن الحوار.. والمركزية لا تبني العراق
أربيل (كوردستان24)- أكّد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، الدكتور حيدر العبادي، أن الحلول بين بغداد وأربيل لا يمكن أن تأتي إلا عبر التفاهم والحوار، مشدداً على أن المواطن في إقليم كوردستان هو مواطن عراقي، ولا يجوز التعامل معه بمعايير حزبية أو سياسية، بل كمواطن له كامل الحقوق.
قال العبادي في حديث خاص لـ"كوردستان24":
"زيارتي إلى إقليم كوردستان شملت لقاءين مهمين، مع فخامة الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني. كانت اللقاءات صريحة ومثمرة، تطرّقنا فيها إلى قضايا عامة تهم العراق والإقليم معاً، لأننا في النهاية بلد واحد، وما يجري في أربيل يؤثر في بغداد، والعكس صحيح."
وبيّن أن النقاش مع رئيس الحكومة مسرور بارزاني كان "تفصيلياً أكثر، وركّز على القضايا التنفيذية والإدارية"، بينما تناول الحديث مع الرئيس مسعود بارزاني "العلاقات الاستراتيجية ومستقبل التفاهم الوطني بين جميع القوى".
حول الخلافات بين الإقليم وبغداد
وأوضح العبادي أن الأزمات بين الإقليم وبغداد ليست الوحيدة في المشهد العراقي، قائلاً:
"حتى المحافظات الجنوبية لديها شكاوى مشابهة. في البصرة مثلاً، التي يمر عبرها نحو 90% من نفط العراق، يعاني الناس من ضعف الخدمات، ويشكون من عدم كفاية الموازنات. لهذا لا بد من حلول عادلة توازن بين حقوق الجميع."
وأضاف:
"الاتفاق النفطي الأخير خطوة إيجابية لأنه يضمن دفع الرواتب وتحسين حياة المواطنين، وهذا ما يهمنا جميعاً. المواطن الكردي هو مواطن عراقي، ولا يجوز أن يُحاسَب بسبب الخلافات السياسية بين الحكومات."
الفدرالية والدستور
وحول رؤيته للفدرالية، قال العبادي:
"العراق دولة اتحادية بنص الدستور، لكن للأسف لا تزال هناك عقلية مركزية تتحكم في القرار. هذه العقلية لم تعد تنفع، فالعالم تجاوزها. الدول الناجحة تميل إلى اللامركزية في إدارة شؤونها، حتى لو كانت اتحادية."
وتابع:
"لكن في المقابل، لا يمكن الذهاب إلى تطرف آخر كأن نقترب من الكونفدرالية أو الانفصال، لأن هناك ملفات سيادية تبقى اتحادية بطبيعتها، مثل الحدود والمنافذ والجمارك والطيران الدولي."
الانتخابات المقبلة
وفي ما يتعلق بالانتخابات العراقية المقبلة، أوضح العبادي:
"أعتقد أن الانتخابات ستُجرى في موعدها، ولا توجد مبررات حقيقية لتأجيلها. في عام 2014 أجرينا الانتخابات بعد معارك تحرير العراق من داعش، وكانت الظروف أصعب بكثير. لذا لا يجوز التلاعب بالمواعيد الدستورية."
وأشار إلى أن العملية الديمقراطية "رغم ما فيها من نواقص، تظل خياراً أفضل من أي بديل آخر، لأن إلغاء الانتخابات يعني العودة إلى الحكم الدكتاتوري، وهذا ما عاناه العراقيون طويلاً."
موقفه من المشاركة
وعن أسباب عدم خوضه الانتخابات بمرشحين، قال العبادي:
"لم نقاطع الانتخابات، لكننا اخترنا عدم الترشح بأسماء محددة. السبب أن المال السياسي بات يلعب دوراً كبيراً، وهناك إنفاق ضخم وشراء للأصوات، ولا أريد أن أكون جزءاً من هذا المسار. ومع ذلك نحن مستمرون في التحالف السياسي ولدينا خيارات لاختيار شخصيات مهنية وكفوءة."
عن مشاركة التيار الصدري، وردّاً على سؤال حول تأثير غياب التيار الصدري، قال العبادي:
"غياب الصدريين سيؤثر على نسبة المشاركة بالتأكيد، لكن الانتخابات ستجري، وربما تتغير بعض الوجوه. هذه طبيعة الديمقراطية، فكل دورة برلمانية تشهد تغييراً بنسبة 70 إلى 80% من الوجوه السابقة."
دعوة للحفاظ على الديمقراطية
وختم العبادي حديثه بالقول:
"علينا أن نحافظ على التداول السلمي للسلطة، وأن نحمي التجربة الديمقراطية. البديل هو الفوضى أو العودة إلى حكم مطلق، وهذا ما لن يقبل به العراقيون بعد كل ما قدّموه من تضحيات."