واشنطن تفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات عراقية وتحذيرات من تصعيد سياسي قبل الانتخابات

أربيل (كوردستان24)- في خطوة وصفت بأنها الأقوى منذ أشهر، أعلنت الإدارة الأميركية فرض عقوبات جديدة على شخصيات ومؤسسات عراقية، من بينها جهات مرتبطة بـ«الحشد الشعبي»، في وقت تعمل فيه حكومة محمد شياع السوداني على توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري مع واشنطن، خصوصاً في قطاع النفط والطاقة.
العقوبات شملت شخصيات سياسية وتجارية ومصرفية، إضافة إلى شركات تعمل واجهات لأنشطة اقتصادية مرتبطة بـ«الحرس الثوري الإيراني» داخل العراق. واعتبر سياسيون عراقيون الخطوة «نقطة ضغط قوية» في موقف واشنطن تجاه بغداد، مشيرين إلى أنها قد تكون مقدمة لموجة أوسع خلال الفترة المقبلة.
أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن الإجراءات الجديدة تستهدف كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق بتهم تتعلق بتهريب السلاح، وغسل الأموال، والانخراط في الفساد المالي.
كما شملت العقوبات رئيس اللجنة الأولمبية العراقية عقيل مفتن وشقيقه، بتهمة إدارة مصرف على صلة بالحرس الثوري الإيراني واستخدامه في غسل أموال وتهريب نفط ومخدرات، في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها التي تستهدف مسؤولاً بدرجة وزير.
وشملت اللائحة أيضاً القيادي في كتائب حزب الله عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك)، الذي تتهمه واشنطن بإدارة شركة المهندس العامة، وهي واجهة اقتصادية للفصائل المسلحة تُستخدم لتحويل أموال من مؤسسات الدولة إلى أنشطة خاصة بالحشد الشعبي.
واشنطن: العراق جزء من حملة “الضغوط القصوى” على إيران
أكدت وزارة الخزانة الأميركية أن هذه الخطوة تأتي في إطار حملة مستمرة لتقويض النفوذ الإيراني داخل العراق ومنع استخدام مؤسساته المالية في دعم الجماعات المسلحة.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، قوله إن العقوبات تعكس عودة واشنطن إلى سياسة الضغوط القصوى ضد إيران، والعراق بات جزءاً من هذه المقاربة.
وأضاف أن خطورة هذه العقوبات تكمن في شمولها مؤسسات رسمية وشخصيات حكومية، ما يعني أن العلاقة بين بغداد وواشنطن قد تدخل مرحلة جديدة من التوتر.
مخاوف من تداعيات انتخابية وسياسية
ويرى مراقبون أن توقيت هذه العقوبات يحمل أبعاداً سياسية حساسة، إذ يأتي في وقت تستعد فيه الكتل العراقية، وخصوصاً الشيعية منها، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وسط تنافس شديد على موقع رئاسة الوزراء.
وفي المقابل، قللت اللجنة الأولمبية العراقية من أهمية العقوبات، ووصفت ما نُشر عن رئيسها بأنه ادعاءات كاذبة تهدف إلى الإساءة للمسار الرياضي والمؤسسي.
بينما تحاول الحكومة العراقية الموازنة بين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران، يبدو أن الضغوط الأميركية تتزايد عبر العقوبات التي تمس للمرة الأولى مسؤولين حكوميين ومؤسسات رسمية.
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يشكل اختباراً حقيقياً لسياسة السوداني في إدارة التوازن بين المصالح المتضاربة في الداخل العراقي والمحيط الإقليمي.
عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية