"آخر معارك الجنرال".. ملتقى ثقافي يعيد قراءة سيرة البارزاني الخالد كرمز للنضال والكرامة

أربيل (كوردستان24)- في لحظةٍ يتقاطع فيها الأدب مع الذاكرة الوطنية، تحوّل الملتقى الثقافي الذي أقيم بمبنى مجلس النواب العراقي في بغداد، إلى منبر مفتوح لاستحضار مسيرة البارزاني الخالد(ملامصطفى بارزاني)، من خلال رواية الأديب والكاتب جان دوست "آخر معارك الجنرال"، التي وثّقت بلغةٍ سرديةٍ مؤثرة فصولاً من نضالٍ خالدٍ رسم ملامح كوردستان الحديثة.
الملتقى، الذي نُظم برعاية نائب رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور شاخوان عبدالله وبالتعاون بين مؤسستي كوردستان كرونيكل والبارزاني الخيرية، جمع تحت سقفٍ واحد نخبةً من المفكرين والكتّاب والمثقفين والسياسيين من داخل العراق وخارجه، في مشهدٍ عبّر عن عمق الحضور الثقافي للكورد في الوجدان العراقي.

في كلمتها خلال الملتقى، أكدت النائب د. نهلة الأفندي، متحدثةً باسم لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام في البرلمان، أن هذا الحدث ليس مجرد فعالية أدبية، بل جسرٌ بين التاريخ والوجدان، بين النضال والإنسانية، مشيرة إلى أن الرواية تروي ملحمةً تمثل ضمير أمةٍ قاومت الظلم والأنفال والاستبداد من أجل الحرية والكرامة.
وتنوّعت المداخلات الفكرية بين قراءاتٍ أدبية وتأملاتٍ فلسفية في رمزية البارزاني، إذ قال الدكتور عبد الحسين شعبان إن “الجنرال البارزاني لم يكن قائداً سياسياً فحسب، بل رمزاً أخلاقياً وقيمةً إنسانية تتجاوز حدود الجغرافيا”. فيما أشار الدكتور محمد الياسين إلى أن “الكورد، رغم ما واجهوه من تهميش وتحديات، قدّموا إسهامات ثقافية وفكرية كبيرة شكّلت جزءاً من هوية العراق الحديث”.

اختُتم الملتقى بتوزيع كتاب "للتاريخ" للرئيس مسعود البارزاني على المشاركين، في إشارة رمزية إلى استمرار الذاكرة الحيّة للنضال الكوردي، وتأكيدٍ على أن الثقافة هي السلاح الأصدق لحماية التاريخ من النسيان.