في زاخو.. طاحونة تراثية عمرها 70 عامًا تواصل الدوران وتحكي قصة ثلاثة أجيال

أربيل (كوردستان 24)- في أحد أزقة مدينة زاخو بأقلیم كوردستان العراق، تقف طاحونة قمح صامدة أمام تحديات الزمن، حيث تواصل عملها منذ ما يقرب من 70 عامًا، حاملةً بين حجارتها تاريخ عائلة وتراث منطقة بأكملها.

اليوم، يديرها الشاب كرم فرست، ممثلًا الجيل الثالث الذي ورث هذه الحرفة عن أبيه وجده.

تاريخ من النضال والطعام

بدأت قصة هذه الطاحونة في عام 1956، عندما أسسها جد كرم، فرست عبد الله.

لم تكن مجرد مشروع تجاري، بل كانت جزءًا من قصة نضال، حيث كانت تزوّد قوات البيشمركة بالدقيق والمؤن سرًا. 

هذه المساعدة كلّفت الجد 11 عامًا من عمره في السجن. وبعد إطلاق سراحه، استمر في عمله، لتنتقل المهنة من بعده إلى ابنه، ثم إلى حفيده كرم الذي تولى المسؤولية بعد وفاة والده.

يقول كرم: "هذه الطاحونة بناها جدي، ثم ورثها أبي، والآن هي أمانة في عنقي".

من القمح إلى أطباق تراثية

لا تزال الطاحونة تعمل بالطرق التقليدية. تبدأ العملية بغسل القمح جيدًا، ثم يُترك ليجف قبل أن يُطحن في الآلات القديمة التي لا تزال تدور بقوة. تنتج الطاحونة مجموعة متنوعة من مشتقات القمح التي تشكل أساس المطبخ الكوردي،

مثل:
البرغل الخشن 

البرغل الناعم 

الجريش 

ولا يُهدر أي جزء من القمح، حيث يُستخدم النخالة المتبقية كعلف للحيوانات.

ويشير كرم إلى تغير أذواق الناس مع مرور الوقت، حيث أصبح الطلب على البرغل الناعم "دوني كوتلكا" أكبر من البرغل الخشن "صاور"، وذلك لسهولة طهيه وهضمه، بينما يتطلب الصاور تحضيرًا أطول.

إرث مستمر

بالنسبة لكرم، فإن العمل في الطاحونة هو أكثر من مجرد مهنة؛ إنه حفاظ على إرث عائلي وتاريخي.

في كل حبة قمح تُطحن، وفي كل دورة للآلة القديمة، تستمر قصة طاحونة زاخو التي أطعمت المناضلين والأهالي لعقود، وتؤكد أن بعض التقاليد تبقى حية بفضل وفاء الأجيال. 

تقریر: كوردستان24 – زاخو

 

 
Fly Erbil Advertisment