رغم مواردها الهائلة.. أزمات المياه والكهرباء والزراعة تخنق سامراء

أربيل (كوردستان 24)- على الرغم من مكانتها التاريخية العريقة ومواردها الكبيرة، تواجه مدينة سامراء العراقية واقعًا خدميًا مترديًا وأزمات متراكمة تلقي بظلالها على حياة سكانها.
فمن أزمة المياه والكهرباء إلى تدهور قطاعي الزراعة والصحة، يعيش أهالي المدينة حالة من القلق والاستياء، وسط تساؤلات عن مصير الأموال الطائلة التي تُخصص للمدينة دون أن تظهر نتائجها على أرض الواقع.
موقع استراتيجي وتاريخ حافل
تقع سامراء على الضفة الشرقية لنهر دجلة في محافظة صلاح الدين، على بعد حوالي 125 كيلومترًا شمال العاصمة بغداد.
يبلغ عدد سكانها قرابة 347 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها أكثر من 4500 كيلومتر مربع. تتمتع المدينة بتاريخ غني، حيث كانت في يوم من الأيام عاصمة للدولة العباسية ومركزًا للحضارة الإسلامية.
أزمات خدمية متفاقمة
تعاني سامراء من سلسلة من الأزمات الخدمية التي أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين:
أزمة المياه: على الرغم من قربها من نهر دجلة، تواجه المدينة أزمة مياه حادة، خاصة في المناطق الجنوبية، حيث جفت القنوات المائية وتوقفت المشاريع المتعلقة بالمياه.
أزمة الزراعة: أدى شح المياه إلى تدهور كبير في القطاع الزراعي. وبدلًا من زراعة الفواكه والخضروات، أصبح المزارعون يضحون بمحاصيلهم لزراعة البطيخ الذي يحتاج لكميات أقل من المياه.
أزمة الكهرباء: تمتلك سامراء محطة كهرباء تعمل بالديزل بقدرة 340 ميغاوات، بالإضافة إلى محطة كهرومائية بقدرة 84 ميغاوات، لكن هذه القدرة الإنتاجية لا تكفي لتغطية احتياجات السكان المتزايدة.
تدهور القطاع الصحي والتعليمي: يعاني القطاع الصحي من نقص حاد في الكوادر والمعدات، مما يضطر الكثير من المرضى إلى البحث عن العلاج في مدن أخرى، بما في ذلك إقليم كوردستان.
كما أن البنية التحتية للتعليم متهالكة، حيث تعمل معظم المدارس بنظام الدوام المزدوج والثلاثي.
تراجع السياحة: تمتلك سامراء إمكانيات سياحية هائلة، خاصة السياحة الدينية لوجود مرقد الإمامين العسكريين، حيث يتراوح عدد الزوار سنويًا بين 2.5 إلى 3 ملايين زائر، مما يدر دخلاً سنويًا يقدر بما بين 1.5 إلى 2.5 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن هذا الدخل لا ينعكس على تحسين الخدمات في المدينة.
تحديات أمنية وبطالة: تعاني المدينة من تحديات أمنية متمثلة في وجود فصائل مسلحة محلية وهجمات إرهابية متفرقة. كما أن نسبة البطالة مرتفعة وتتراوح بين 28% و30%، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الاجتماعية.
يشعر أهالي سامراء بأن مدينتهم، بتاريخها ومواردها، قد تُركت لمواجهة مصيرها، وأن الوعود الحكومية والميزانيات المخصصة لم تنجح في انتشالها من واقعها الصعب، مما يجعل مستقبل "سر من رأى" محفوفًا بالقلق والترقب.
إعداد: كوردستان24