باكستان تجري محادثات مع افغانستان في قطر السبت بعد الضربات الأخيرة

أربيل (كوردستان24)- يُجري مسؤولون باكستانيون محادثات في قطر السبت مع نظرائهم الأفغان بعد يوم من شن إسلام آباد ضربات جوية على أفغانستان أسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وانهيار هدنة أعادت موقتا الهدوء إلى الحدود لمدة يومين.
واستهدفت الضربات على حد قول مصادر أمنية باكستانية جماعة مسلحة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية في المناطق الحدودية الأفغانية، وذلك في أعقاب هجوم أسفر عن مقتل عسكريين باكستانيين في شمال وزيرستان، المنطقة في شمال غرب باكستان.
واتهمت كابول اسلام أباد الجمعة بخرق الهدنة التي وضع حدا لاشتباكات حدودية استمرت أسبوعين وأودت بالعشرات من جنود ومدنيين من الجانبين.
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أن "المحادثات ستركز على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الإرهاب العابر للحدود ضد باكستان، والمنطلق من أفغانستان، وإرساء السلام والاستقرار على امتداد الحدود الباكستانية الأفغانية".
وذكر التلفزيون الرسمي أن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف ورئيس جهاز الاستخبارات الجنرال عاصم مالك هما من بين أعضاء الوفد المتوجه إلى الدوحة.
وأكدت وزارة الدفاع في حكومة طالبان الأفغانية على منصة إكس وصول وفد بقيادة وزير الدفاع محمد يعقوب إلى العاصمة القطرية.
وقال مسؤول كبير في طالبان لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته "خرقت باكستان وقف إطلاق النار وقصفت ثلاثة مواقع في ولاية بكتيكا" بشرق البلاد مضيفا " أفغانستان سترد".
لكن المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد قال السبت إن كابول رغم امتلاكها "الحق في الرد على هذه الانتهاكات"، أصدرت أوامر لقواتها بالامتناع عن شن عمليات عسكرية جديدة "من أجل الحفاظ على كرامة وتماسك فريقها التفاوضي".
وقُتل عشرة مدنيين وجرح 12 آخرون في الضربات، حسبما أفاد مسؤول في مستشفى في الولاية لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه، مضيفا أن بين القتلى طفلين.
وأفاد مجلس الكريكيت الأفغاني وكالة فرانس برس بمقتل ثلاثة لاعبين كانوا في المنطقة للمشاركة في بطولة محلية، بعد الإعلان عن حصيلة سابقة بلغت ثمانية قتلى.
وأعلن المجلس أيضا انسحابه من منافسات سلسلة "تري-نايشن تي 20 آي" القادمة التي تضم باكستان والمقرر إقامتها الشهر المقبل.
في باكستان صرّح مسؤول أمني كبير لوكالة فرانس برس بأن القوات "نفذت ضربات جوية دقيقة" في مناطق حدودية أفغانية استهدفت مجموعة حافظ غول بهادور التي تتهمه إسلام أباد ب الوقوف وراء الهجوم في شمال وزيرستان الجمعة.
- "الناس خائفون" -
تُشكّل القضايا الأمنية جوهر التوترات إذ تتهم باكستان أفغانستان بإيواء جماعات مسلحة بقيادة حركة طالبان الباكستانية على أراضيها، وهو ما تنفيه كابول.
وصرح قائد الجيش الباكستاني عاصم منير خلال عرض عسكري السبت أن "ما يثير القلق بنفس القدر هو استخدام الأراضي الأفغانية للإرهاب في باكستان".
وأضاف أن "الوكلاء لديهم ملاذات آمنة في أفغانستان" وهم "يستخدمون الأراضي الأفغانية لشن هجمات مروعة داخل باكستان".
ومضى وزير الدفاع أبعد من ذلك متهما كابول بالعمل "بالوكالة للهند" و"التآمر" ضد باكستان.
وردا على ذلك قال نائب وزير الداخلية الأفغاني الملا محمد نبي عمري "لم نأتِ بحركة طالبان الباكستانية إلى هنا ولم ندعمها ولم تأتِ خلال فترة وجودنا".
واندلعت أعمال العنف على جانبي الحدود في 11 تشرين الأول/أتوبر بعد أيام من انفجارات هزت العاصمة الأفغانية كابول، بالتزامن مع زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية أفغانستان إلى الهند، خصم باكستان اللدود.
وردت قوات طالبان الأفغانية بشن هجوم قرب الحدود الجنوبية مع باكستان، توعدت على إثره إسلام آباد برد قوي.
عندما بدأت الهدنة في الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش الأربعاء قالت إسلام آباد إنها ستستمر 48 ساعة، لكن كابول قالت أن وقف إطلاق النار سيظل ساريا حتى تنتهكه باكستان.
وصرح المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد بأن القوات الأفغانية تلقت أوامر بعدم الهجوم إلا إذا أطلقت القوات الباكستانية النار أولا.
وقال سعد الله تورجان، الوزير في سبين بولدك جنوب أفغانستان "في الوقت الحالي، يعود الوضع إلى طبيعته".
أضاف "لكن لا تزال هناك حالة حرب، والناس خائفون".
AFP