شريان جديد للتنمية: طريق كومسبان-سماقولي الاستراتيجي يرى النور في كوردستان

أربيل (كوردستان 24)- في خطوة استراتيجية نحو تعزيز بنيتها التحتية وربط مدنها بشبكة مواصلات حديثة، تضع حكومة إقليم كوردستان اللمسات الأخيرة على مشروع طريق كومسبان-سماقولي الحيوي، الذي يُعد واحداً من أبرز المشاريع التنموية في الإقليم.
ومع قرب افتتاحه رسميًا، يبشر هذا الطريق بفتح آفاق جديدة للسياحة والتجارة وتسهيل حياة آلاف المواطنين يوميًا.
تحدي الصخر وإرادة الإعمار
وبحسب قول المهندس أمير عبدالخالق مدير مشاريع الطرق في مجموعة هيمن كروب، الجهة المنفذة للمشروع، لم يكن شق هذا الطريق الذي يمتد لمسافة 22 كيلومترًا مهمة سهلة.
فقد تطلب المشروع، الذي يمر عبر تضاريس جبلية وعرة، عملية هندسية ضخمة تمثلت في قطع وإزالة ما يزيد على 10 ملايين متر مكعب من الصخور الصلبة.
وبسواعد وخبرات محلية، وبمشاركة أسطول ضخم ضم أكثر من 600 آلية ثقيلة و2000 عامل ومهندس، تحولت الجبال الصماء إلى مسار آمن وفسيح.
واشار عبدالخلاق الى ان الطريق صُمم وفقًا لأحدث المعايير العالمية، حيث يتألف من مسارين ذهابًا وإيابًا، بعرض 10 أمتار لكل مسار، ويشمل 6 جسور سفلية و3 جسور علوية و70 عبّارة صندوقية لتصريف المياه.
وقد تم استخدام أكثر من 300 ألف طن من الإسفلت عالي الجودة لضمان متانته وقدرته على تحمل مختلف الأوزان والظروف المناخية.

بوابة للسياحة وممر للتجارة
يكتسب الطريق أهمية استثنائية بمروره بمحاذاة سد كومسبان، مما يحول المنطقة إلى وجهة سياحية واعدة تجمع بين جمال الطبيعة وسهولة الوصول.
ومن المتوقع أن يساهم الطريق بشكل مباشر في إنعاش القرى والمناطق المحيطة، وتسهيل حركة التجارة والبضائع بين محافظتي أربيل والسليمانية، اللتين تعدان من أهم المراكز الاقتصادية في الإقليم.
أصداء إيجابية ونهاية لمعاناة قديمة
استقبل السائقون ومستخدمو الطريق المشروع بترحيب كبير، حيث سيضع حدًا لمعاناتهم مع الطريق القديم الذي كان ضيقًا ومحفوفًا بالمخاطر.
وأشار عدد من السائقين إلى أن الطريق الجديد لا يختصر زمن الرحلة من ساعتين إلى أقل من نصف ساعة فحسب، بل يوفر أيضًا مستويات غير مسبوقة من الأمان والراحة.
وقال أحد السائقين: "كنا نعاني الأمرين على الطريق القديم، خاصة في الشتاء. أما الآن، فالطريق الجديد حلم تحقق، فهو آمن وواسع ويشعرنا بالفخر بوجود مثل هذه المشاريع في بلدنا".

جزء من رؤية شاملة
يأتي هذا الإنجاز ضمن رؤية أوسع للكابينة الحكومية التاسعة في إقليم كوردستان، والتي تضع تطوير البنية التحتية للطرق على رأس أولوياتها.
فمنذ تشكيلها، تم تنفيذ أكثر من 700 مشروع طرق استراتيجي لربط المدن والقرى وتسهيل حركة المواطنين والتجارة.
ومع قرب افتتاحه، لا يمثل طريق كومسبان-سماقولي مجرد مسار إسفلتي، بل هو شريان حياة جديد يضخ دماء التنمية في قلب كوردستان، ويروي قصة نجاح وإصرار على بناء مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
تقرير : أحمد عبدالصمد – كوردستان24 – أربيل

