الأنبار تغرق في الدعاية الانتخابية... وناخبون يشكون "فوضى البوسترات"

في شوارع الأنبار وساحاتها العامة، لا يكاد المارّ يجد مساحة خالية من صور المرشحين ولافتاتهم الانتخابية.

اللافتات تغطي الجدران والجسور وحتى الأشجار، في مشهدٍ يقول الأهالي إنه تجاوز حدود الدعاية إلى فوضى بصرية خانقة شوهت ملامح المدن.
مواطن من الأنبار: "كل عشرة أمتار لافتة، ما تقدر تمشي بالشارع… صارت اللوحات تعيق السير وتسبب حوادث. بدل ما يصرفون على الدعاية، خل يسوّون مستشفى أو مدرسة، هذا أهم!".

يؤكد سكان المحافظة أن الحملات الانتخابية حولت الأرصفة والدوّارات إلى ساحات مكتظة بالشعارات والوجوه السياسية، فيما تغيب الرقابة عن تنظيم هذه الحملات وضبط حجمها ومواقعها.

مواطنة من الفلوجة: "والله تعبنا من كثرة الصور، كل مكان صورة مرشح! شكل المدينة تغيّر وصار مزعج، نحتاج قانون ينظّم العملية".

ويقول مختصون إن المال السياسي يلعب دورًا حاسمًا في مشهد الدعاية الانتخابية في الأنبار، حيث يلجأ بعض المرشحين إلى تمويلات غير واضحة المصدر لتغطية تكاليف الإعلانات الضخمة، ما يحوّل التنافس الانتخابي إلى سباق في النفوذ والمال بدلًا من البرامج والرؤى.

باحث سياسي: "الخطورة تكمن في دخول المال السياسي إلى قلب العملية الانتخابية، ما يشوّه جوهر الديمقراطية التي يكفلها الدستور ويقوّض مبدأ تكافؤ الفرص".

وفي الفلوجة تحديدًا، تزدحم الشوارع الرئيسية باللافتات الكبيرة التي تغطي واجهات الأبنية، حتى باتت تشكّل عائقًا أمام الرؤية المرورية وحركة المارة، في مشهد يقول المواطنون إنه غير حضاري ويعكس غياب التنظيم والإشراف.

ورغم هذا الزخم في الشعارات والصور، يبقى الناخب الأنباري بين خيارين: رغبته في ممارسة حقه الديمقراطي، وامتعاضه من المظاهر الفوضوية التي رافقت الحملات الانتخابية.

من محافظة الأنبار – محمد الدليمي – كوردستان24

 
Fly Erbil Advertisment