فانس يعتبر من القدس أن نزع سلاح حماس وإعمار غزة "مهمة صعبة للغاية"

أربيل (كوردستان 24)- رأى نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، اليوم الأربعاء، في القدس أن نزع سلاح حركة حماس وإعادة إعمار قطاع غزة "مهمة صعبة للغاية"، فيما سعى لطمأنة إسرائيل بشأن خطة السلام الأمريكية للمنطقة.
وتكثّف إدارة الرئيس دونالد ترامب جهودها الدبلوماسية لتعزيز المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الهش في غزة والذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، ومعالجة القضايا الحساسة في مراحله التالية مثل إدارة وإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب على مدى عامين.
والتقى فانس، عند وصوله إلى إسرائيل الثلاثاء، المبعوثين الإقليميين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر الموجودين هناك، ثم التقى الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل الخميس في إطار الضغط الدبلوماسي للولايات المتحدة على حليفتها.
وقال فانس بعد اجتماعه مع نتنياهو "تنتظرنا مهمة صعبة للغاية، وهي نزع سلاح حركة حماس وإعادة بناء غزة، سعياً لتحسين حياة السكان، وأيضاً لضمان ألا تعود حماس لتشكّل تهديداً لأصدقائنا في إسرائيل".
ورفضت الحركة الفلسطينية حتى الآن النظر في نزع سلاحها، وأعاد مقاتلوها انتشارهم في أجزاء من غزة بعد الهدنة، واشتبكوا مع جماعات مسلحة تتهم بعضها بـ"التعاون" مع إسرائيل.
"رؤية جديدة تماماً"
أدى اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن إلى إطلاق سراح 20 رهينة إسرائيلياً ومئات المعتقلين الفلسطينيين، كما أتاح تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
لكن تجدد الاشتباكات الأحد والذي أسفر عن مقتل 45 فلسطينياً وجنديين إسرائيليين، والتأخير في إنهاء حماس تسليم رفات 28 رهينة متوفين، أثار المخاوف من انهيار الهدنة.
وقال فانس خلال مؤتمر صحافي في القدس "أعتقد أن اتفاق غزة يشكّل جزءاً حاسماً في تفعيل اتفاقيات أبراهام، وما قد يتيحه الاتفاق أيضاً هو إنشاء هيكل تحالفات في الشرق الأوسط يكون مستداماً وطويل الأمد"، في إشارة إلى مساعي بلاده لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لتشمل عدداً من الدول العربية الراغبة في إنهاء الحرب بغزة.
من جانبه، قال نتنياهو "إننا نصنع يوماً تالياً رائعاً برؤية جديدة تماماً" حول "كيفية إقامة حكومة مدنية، وكيفية ضمان الأمن هناك".
وأضاف "لن يكون الأمر سهلاً" و"سيتطلب الكثير من العمل، لكنني أعتقد أنه ممكن".
تنص خطة ترامب على الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة ونشر قوة أمنية دولية. وصرّح فانس الثلاثاء بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات إلى غزة، وأنها تبحث عن دول راغبة في المساهمة في هذا الجهد العسكري.
وأضاف نائب الرئيس الأمريكي "لا نرغب في فرض أي وجود عسكري أجنبي على أصدقائنا الإسرائيليين، لكننا نعتقد أن لتركيا دوراً بنّاء يمكن أن تقوم به".
أما نتنياهو فقال "لديّ آراء قاطعة في هذا الموضوع. هل تريدون تخمين ما هي؟". وينظر قسم من الرأي العام الإسرائيلي بريبة إلى إمكانية نشر جنود من تركيا التي تشهد علاقاتها مع إسرائيل توتّراً خصوصاً منذ بدء الحرب في غزة.
"معاناة من نوع آخر"
في غزة، يأمل عمران سكيك (34 عاماً) المقيم بخيمة في ساحة السرايا في حي الرمال، أن تصمد الهدنة وأن تعود الحياة إلى القطاع بسرعة.
وقال لوكالة فرانس برس إن "الوضع أفضل كثيراً، الحرب توقفت ولا يوجد صوت قنابل وقصف مثل السابق، ونتمنى أن يستمر وقف النار وتلتزم إسرائيل وحماس".
وأضاف الرجل الفلسطيني "بدأنا نأخذ قسط راحة، لكن هناك مشاكل كثيرة، هل سنبقى في الخيام، إنها معاناة من نوع آخر... نريد أن تعود الحياة".
من جهة أخرى، قالت إسرائيل مساء الثلاثاء إنها استعادت عن طريق الصليب الأحمر الدولي في غزة رفات رهينتين إضافيين سلمتهما حماس. وبذلك تكون الحركة قد أعادت 15 من إجمالي 28 جثماناً لرهائن.
والرهينتان هما تامير أدار الذي قضى عن 38 عاماً في هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والثاني هو أرييه زلمانوفيتش الذي كان مزارعا وأحد مؤسّسي كيبوتس نير عوز وقضى وفق الجيش الإسرائيلي عن 85 عاماً بعد أن ظهر في مقطع فيديو نشرته حماس في 2023 وأعلن فيه عن إصابته بنوبة قلبية.
وأوقع هجوم حماس على إسرائيل 1221 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية.
أما الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة فقد أسفرت عن مقتل 68234 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس.
المصدر: فرانس برس