معاناة مستمرة في مدارس الأنبار الكرفانية: وعود مؤجلة وواقع مرير
أربيل (كوردستان 24)- لا تزال المدارس الكرفانية تشكل واقعًا مريرًا ومعاناة مستمرة للطلبة والكوادر التدريسية في مدن محافظة الأنبار، على الرغم من الوعود المتكررة بتحسين الواقع التعليمي. فبين جدران معدنية خانقة وغياب لأبسط الخدمات، يتلقى آلاف التلاميذ تعليمهم في ظروف لا تليق بمستقبلهم.
ظروف قاسية ومطالبات بالحل
تفتقر هذه المدارس المؤقتة إلى أبسط مقومات البيئة التعليمية المناسبة. فالصفوف المكتظة، والمبنية من مواد لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، تجعل من عملية التحصيل العلمي تحديًا كبيرًا.
وفي هذا السياق، عبر أحد المواطنين عن استيائه قائلًا: "لا تزال هناك مدارس كرفانية في محافظة الأنبار بصورة عامة، وهذه المدارس عبارة عن دوام مزدوج. نطالب بأن تكون هناك مدارس حضارية والإسراع في إنجاز ما تبقى من المدارس حتى يداوم الطالب في صف نموذجي". وأضاف أن الظروف داخل الكرفانات صعبة للغاية من حيث درجات الحرارة وانتشار الأمراض، مجددًا مطالبته بضرورة الإسراع في بناء مدارس نموذجية.
مديرية التربية تعد بالحلول
من جانبها، أقرت مديرية تربية الأنبار بالوضع الحالي، مؤكدة أنها خطة مؤقتة تم وضعها بعد عودة النازحين. وصرح مسؤول في المديرية لقناة "كردستان 24" قائلاً: "بالنسبة للمدارس الكرفانية، هي خطة مؤقتة أُعدت بعد العودة من النزوح، لأن هناك مدارس كانت مهدمة وغير صالحة للعمل".
وأشار المسؤول إلى وجود مشاريع قائمة من قبل الوزارة لبناء وترميم المدارس، ووعد بأن هذا الملف "سيكتمل بالكامل على نهاية هذا العام إن شاء الله".
فجوة بين الوعود والواقع
على الرغم من هذه الوعود، يبقى الواقع التربوي في الأنبار يعكس فجوة مؤلمة بين ما يُعلن عنه من مشاريع وما يعيشه الطلبة فعليًا. ففي عام 2025، لا يزال مشهد التلاميذ وهم يتوجهون إلى صفوفهم الكرفانية قائمًا، مما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل التعليم في المحافظة وفعالية الخطط الحكومية الموضوعة لمعالجة هذه الأزمة.