بريطانيا تدعو الحلفاء لتعزيز قدرة أوكرانيا الصاروخية البعيدة المدى
أربيل (كوردستان 24)- حضّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الجمعة، الحلفاء على "إنجاز العمل" بشأن الأصول الروسية المجمدة، بينما أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن أن هناك المزيد مما يمكنهم فعله لتعزيز قدرة كييف على إطلاق الصواريخ البعيدة المدى.
واستقبل ستارمر زيلينسكي في مقر إقامته في لندن قبل إجراء محادثات مع الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا.
وقال ستارمر في مستهلّ اللقاء "أعتقد أن بإمكاننا القيام بالمزيد من حيث القدرات، وخصوصاً القدرات البعيدة المدى"، مضيفاً "بالطبع هناك العمل المحوري الذي يقوم به تحالف الراغبين بشأن الضمانات الأمنية اللازمة".
في ما يتعلق بالأصول السيادية الروسية المجمدة، قال الزعيم البريطاني إنه يود أن يرى الدول تنهي ما بدأته وتوفر التمويل لدعم أوكرانيا.
وأضاف أن "المملكة المتحدة مستعدة للتحرك بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي لدفع هذه المسألة قدماً بأسرع ما يمكن، حتى تتدفق هذه الأموال إلى أوكرانيا".
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات جديدة هذا الأسبوع على قطاع الطاقة الروسي، بهدف تقييد الموارد التي تمول حربها في أوكرانيا.
كما اتخذ زعماء الاتحاد الأوروبي خطوات نحو دعم دفاعات أوكرانيا لمدة عامين آخرين، رغم امتناعهم عن الموافقة حالياً على "قرض تعويضات" ضخم مدعوم بأصول روسية مجمدة.
عانق ستارمر زيلينسكي عندما وصل الرئيس الأوكراني إلى داونينغ ستريت، وقال له إن هذا الأسبوع شهد "خطوات هائلة إلى الأمام".
وحضر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته ورئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن ورئيس وزراء هولندا ديك شوف اجتماع "تحالف الراغبين" في لندن، بينما شارك عن بعد زعماء آخرون منهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي وقت سابق الجمعة، التقى زيلينسكي الملك البريطاني تشارلز الثالث، وهو اللقاء الثالث بينهما هذا العام.
رفض بلجيكي
جاءت الجهود الدبلوماسية الأخيرة في أعقاب زيارة زيلينسكي إلى واشنطن الأسبوع الماضي والتي رفض خلالها الرئيس دونالد ترامب طلبه تزويد بلاده بصواريخ توماهوك البعيدة المدى لضرب أهداف في عمق روسيا.
وتستمر الحرب الدائرة منذ ما يقرب من أربع سنوات رغم الجهود الأمريكية والأوروبية لإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، إذ استهدفت موسكو شبكة الطاقة في أوكرانيا هذا الأسبوع بهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ خلفت أيضاً ضحايا.
وعقد الاجتماع غداة تكليف زعماء الاتحاد الأوروبي للمفوضية الأوروبية النظر في خيارات تمويل أوكرانيا لعامين آخرين، تاركين الباب مفتوحاً أمام "قرض تعويضات" بقيمة 140 مليار يورو (162 مليار دولار).
وقد جمد الاتحاد الأوروبي نحو 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي بعد بدء الحرب، واقترحت المفوضية الأوروبية استخدام الأموال لتقديم قرض ضخم لكييف، من دون مصادرتها بشكل مباشر.
لكن الخطة واجهت اعتراضات شديدة من بلجيكا، حيث معظم الأصول الروسية المجمدة، بسبب العواقب القانونية المترتبة عليها.
ولم تذكر مخرجات قمة بروكسل الخميس التي استعملت لغة فضفاضة، واعتمدتها جميع الدول الأعضاء باستثناء المجر، القرض بشكل مباشر بل دعت المفوضية بدلاً من ذلك إلى "تقديم خيارات للدعم المالي في أقرب وقت ممكن".
فشل في ألاسكا
رغم ذلك، رحب زيلينسكي بمخرجات القمة باعتبارها إشارة إلى "دعم سياسي" لفكرة استخدام الأصول الروسية لدعم كييف.
ويدعو الرئيس الأوكراني منذ أسابيع إلى تمكين بلاده من المزيد من الأسلحة البعيدة المدى، على أمل الاستفادة من إحباط ترامب المتزايد تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد فشل قمتهما في ألاسكا في تحقيق اختراق.
لكن زيلينسكي غادر واشنطن خالي الوفاض الأسبوع الماضي، في حين بدا أن ترامب يتطلع إلى تحقيق اختراق دبلوماسي جديد عبر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتنتج أوكرانيا بعض الصواريخ البعيدة المدى من طراز فلامينغو ونبتون، وتتلقى من الأوروبيين صواريخ من طراز سكالب الفرنسية وستورم شادو البريطانية، إنما بكميات ضئيلة.
وطالبت كييف بصواريخ توروس ألمانية، لكنها لم تحصل عليها في ظل مخاوف برلين من تصعيد التوترات مع روسيا.
وأعلن ستارمر الجمعة "تسريع" برنامج لتصنيع صواريخ الدفاع الجوي، يهدف إلى تزويد أوكرانيا بأكثر من 5000 وحدة من هذا النوع.
وأوضحت رئاسة الوزراء البريطانية أنه سيتم تسليم أوكرانيا نحو 140 "صاروخاً خفيفاً متعدد الأدوار" هذا الشتاء.
المصدر: فرانس برس
