بعد 11 عاماً من النزوح.. أهالي سنجار في المخيمات بين مرارة الواقع وأمل الانتخابات
أربيل (كوردستان24)- في قلب مخيم للنازحين، حيث الخيام المهترئة وشوارع لم تعبّدها سوى عجلات الزمن، يعيش أكثر من 1200 عائلة عراقية من أهالي سنجار منذ 11 عاماً. هنا، حيث ترتفع أعلام كوردستان فوق هياكل مؤقتة، تتجسد قصة معاناة طويلة من الإهمال الحكومي للحكومة الاتحادية، وأمل معلق على وعود انتخابية جديدة.
في تقرير ميداني لبرنامج "چ باسه؟" (ما الخبر؟) على قناة كوردستان 24، يسلط الإعلامي كامران حاجي عمر الضوء على واقع مرير يعيشه هؤلاء النازحون، الذين تحولت حياتهم إلى انتظار دائم تحت أسقف من القماش البالي.
"11 عاماً والحكومة العراقية لم تفعل لنا شيئًا"
هذه هي الصرخة الموحدة التي يرددها سكان المخيم. يتحدث المسن محمود سلو، وهو من إحدى قرى سنجار، بحسرة عن 11 عاماً قضاها في المخيم، قائلاً: "كنا نعيش في بيوت من الجص الأبيض، والآن هذه حالنا". ويشاركه الحديث خالد دخيل خضر، الذي يؤكد أنه يعيش في خيمته الحالية منذ ست سنوات دون أن يتم استبدالها، معبرًا عن خوفه من الشتاء القادم ومن مخاطر الكهرباء في ظل هذه الظروف الهشة. ويضيف بمرارة: "لم يأتِ مسؤول عراقي واحد لزيارتنا أو السؤال عن حالنا. الحكومة العراقية لم تقدم لنا شيئاً على الإطلاق".
هذا الشعور بالإهمال التام من قبل بغداد دفع هؤلاء المواطنين إلى توجيه أنظارهم وأصواتهم نحو إقليم كوردستان. يقول خضر: "صوتنا سيذهب لأهل كوردستان وللأحزاب الكوردستانية، لأننا فقدنا الأمل تماماً في الحكومة العراقية".
أجيال ولدت في الخيام وقضية دستورية
المرشحة عن قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الدكتورة فيان دخيل، زارت المخيم واستمعت إلى شكاوى الأهالي، الذين استقبلوها بملفاتهم الطبية وطلبات المساعدة. وأكدت دخيل أن المشكلة لا تكمن في الخدمات فحسب، بل في غياب الإرادة السياسية لدى بغداد لحل قضية سنجار بشكل جذري. وقالت: "المشكلة ليست في إعادة إعمار سنجار، بل في غياب الأمن ووجود جماعات مسلحة مختلفة تمنع عودة الأهالي". وأضافت: "حكومة العراق خدعت هؤلاء الناس بوعود العودة مقابل مبلغ 4 ملايين دينار، لكنها لم تفِ بوعدها، ولم يعد هناك أمان للعودة".
وذكّرت الدكتورة فيان الحضور بالموقف التاريخي للرئيس مسعود بارزاني، قائلة: "لأول مرة في تاريخ العالم، أُدرج اسم الديانة الإيزيدية في دستور دولة بفضل إصرار الرئيس بارزاني الذي رفض التوقيع على الدستور العراقي ما لم يتم الاعتراف بالديانة الإيزيدية رسمياً". وأكدت أن هذا الموقف يمثل دليلاً على أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الداعم الحقيقي لقضيتهم.
الوفاء لمن احتضنهم
الولاء والامتنان لإقليم كوردستان كانا حاضرين بقوة في كلمات السكان. قال خضر خلف إلياس، وهو أحد وجهاء المخيم، بكلمات مؤثرة: "نحن لا نملك شيئاً سوى الله والرئيس بارزاني وهذه الأم (في إشارة للدكتورة فيان). لولاهم لما بقي لنا شيء". وأضاف: "ثقتنا بالرئيس بارزاني 100%، وصوتنا له وللحزب الديمقراطي الكوردستاني لأنه أب الكوردستانيين جميعاً".
تخلل التقرير مشاهد مؤثرة لأطفال ولدوا ونشأوا في المخيم، لا يعرفون منزلاً سوى الخيمة، وجيل كامل لا يدرك معنى الحياة خارج أسوار النزوح. وفي ختام الزيارة، وبينما يعزف أحد الرجال على آلة وترية تقليدية أغنية حزينة، يبقى السؤال معلقاً: إلى متى سيستمر هذا الانتظار؟ وهل ستكون الانتخابات القادمة بصيص أمل لإنهاء مأساة امتدت لأكثر من عقد من الزمان؟
