أستراليا تقيم أول جنازة لضحايا هجوم شاطئ بونداي
أربيل (كوردستان24)- أقامت أستراليا الأربعاء أول جنازة لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي في شاطئ بونداي حيث تجمعت حشود كبيرة لتأبين حاخام قُتل في الهجوم.
وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا عندما أطلقا النار على جمع من المحتفلين بعيد حانوكا اليهودي على الشاطئ الشهير مساء الأحد.
كان بين القتلى فتاة تبلغ 10 سنوات وناجيان من المحرقة وزوجان أصيبا بالرصاص لدى محاولتهما وقف الهجوم، فيما نقل أكثر من 40 شخصا إلى المستشفى.
كان إيلي شلانغر، وهو أب لخمسة ومعروف باسم "حاخام بونداي"، أول شخص يتم تأبينه بإقامة مراسم في كنيس حباد بونداي.
وخدم شلانغر في السجون والمستشفيات، وفقا لحركة حباد التي تمثل فرعا من اليهود الحسيديين والتي كانت وراء تنظيم فعالية الأحد.
وقال أليكس ريفشين، زعيم الجالية اليهودية، قبل الجنازة "كل من عرفه كان يعلم أنه كان الأفضل بيننا".
وسيقيم كنيس حباد بونداي جنازة أخرى للحاخام يعقوب ليفيتان البالغ 39 عاما بعد ظهر اليوم.
وقالت حركة حباد إن ليفيتان كان أبا لأربعة، وكان يعرف بأعماله الخيرية.
من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي الأربعاء "قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم".
وأضاف في تصريح لمحطة إذاعية محلية "لكن اليوم سيكون يوما صعبا بشكل خاص مع بدء أولى الجنازات".
- بث الذعر -
وقالت السلطات إن الهجوم كان يهدف إلى بث الذعر بين اليهود في البلاد.
وقال ألبانيزي إن المسلحَين، وهما رجل وابنه، كانا مدفوعين ب"أيديولوجية الكراهية".
وأشار الثلاثاء إلى أن الجريمة كانت مدفوعة "بأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد وأدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه".
وقال ألبانيزي إن نافيد أكرم وهو عامل بناء عاطل عن العمل يبلغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 "بسبب صلته بآخرين" لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها.
وأضاف "لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع أشخاص محيطين به ... لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا مثيرا للاهتمام".
وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الرجلان التقيا متطرفين إسلاميين خلال زيارة للفيليبين قبل أسابيع من الهجوم.
وأكدت إدارة الهجرة في مانيلا لوكالة فرانس برس أنهما أمضيا معظم شهر تشرين الثاني/نوفمبر في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.
ولهذه المنطقة الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد الإسلامي.
وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاما وتقتله.
أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بأنه استيقظ من غيبوبة ليل الثلاثاء الأربعاء.
- "أبطال" -
أظهرت لقطات كاميرا سيارة نشرت أخيرا، الزوجين بوريس وصوفيا غورمان وهما يحاولان إحباط الهجوم في مراحله الأولى.
وقام الميكانيكي المتقاعد بوريس غورمان البالغ 69 عاما، بإسقاط أحد المهاجمين أرضا فيما كان يحاول انتزاع سلاحه.
وتمكّن من الإمساك بسلاح ساجد أكرم لفترة وجيزة فيما اندفعت زوجته صوفيا البالغة 61 عاما نحوه لمساعدته.
لكن المهاجم تمكّن من سحب سلاح آخر، وأطلق النار على الزوجين وقتلهما.
وقالت عائلة غورمان في بيان "رغم أنه لا يوجد ما يخفف من ألم فقدان بوريس وصوفيا، فإننا نشعر بفخر كبير بشجاعتهما".
واتفق قادة أستراليا الاثنين على تشديد القوانين التي سمحت للأب بامتلاك ستة أسلحة نارية.
لم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصا في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996.
وأدت تلك الحادثة إلى حملة تضمنت برنامجا لإعادة شراء الأسلحة وفرض قيود على الأسلحة النصف آلية.
لكن في السنوات الأخيرة، سجلت أستراليا ارتفاعا مطردا في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.
وتسبب الهجوم الأخير في إحياء الادعاءات بأن أستراليا لا تبذل جهودا كبيرة لمحاربة معاداة السامية.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الدول الغربية إلى تكثيف جهودها لمكافحة معاداة السامية وحماية المجتمعات اليهودية.
وقال في خطاب بثه التلفزيون الثلاثاء "أطالب الحكومات الغربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة معاداة السامية وتوفير الأمن والحماية التي تحتاج إليها المجتمعات اليهودية في كل أنحاء العالم. ومن الأجدر بها أن تستجيب لتحذيراتنا. أطالب بالتحرك الفوري".
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إلى حرب دولية ضد "الإرهاب الإسلامي المتطرف" وقال في حفلة استقبال لمناسبة عيد حانوكا في البيت الأبيض "يجب على كل الدول أن تتّحد ضد قوى الشر للإرهاب الإسلامي المتطرف، ونحن نقوم بذلك".
AFP