بسبب خلل فني في البنية المعدنية.. إزالة تمثال عالم لغة عربية في العراق
أربيل (كوردستان 24)- أثارت إزالة تمثال عالم اللغة العربية مصطفى جواد في قضاء الخالص بمحافظة ديالى العراقية حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتبر ناشطون أن التمثال تُرك في وضع سيئ ولم يُنقل أو يُرمم بالشكل اللائق بمكانة صاحبه.
وأوضح مدير بلدية قضاء الخالص، نصر جهاد، أن عملية إزالة التمثال واجهت خللًا فنيًا حال دون رفعه بشكل صحيح، قائلًا: «لم تتمكن الكوادر العاملة من رفع التمثال بسبب وجود حديد تسليح ممتد من قاعدة التمثال حتى الرأس، ما أعاق تفكيكه ونقله إلى مكان آخر».
وأضاف أن إزالة التمثال جاءت ضمن مشروع لتأهيل مدخل القضاء، مشيرًا إلى أن البلدية أبرمت عقدًا مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار لإنشاء تمثال جديد خلال 90 يومًا ليحلّ محل التمثال السابق، وفق ما نقلته صحيفة العين.
وأكد جهاد أن «العلامة مصطفى جواد شخصية لها تقدير خاص لدى العراقيين كافة، وأن ما حدث أثناء إزالة التمثال لم يكن مقصودًا، بل نتيجة خطأ فني مرتبط بالبنية المعدنية الداخلية للتمثال»، لافتًا إلى أن العمل مستمر لإعادة إنشاء نصب جديد يليق بالعالم الراحل.
من هو مصطفى جواد؟
يُعدّ العلامة مصطفى جواد من أبرز علماء اللغة العربية في العراق والعالم العربي. وُلد عام 1904 في محلة القشلة بمنطقة الرصافة في العاصمة بغداد، وتوفي فيها بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 1969. وتعود أصول أسرته التركمانية إلى قضاء الخالص بمحافظة ديالى، وهو نفس القضاء الذي أُقيم فيه تمثاله.
هكذا تم التعامل مع تمثال عالم اللغة العربية مصطفى جواد في محافظة ديالى. pic.twitter.com/Gkrwdi7b36
— مجتهد كوردستان✹ (@MujtahidKURD) October 28, 2025
مسيرته التعليمية والأكاديمية
تخرّج جواد في «دار المعلمين العالية» وبدأ حياته المهنية في التعليم، حيث عمل معلّمًا في مدارس عدة بين محافظات البصرة والناصرية وديالى والكاظمية من عام 1924 حتى 1933. وبعدها عمل مدرسًا في المعهد الذي تخرج فيه، ثم في كلية التربية التابعة لجامعة بغداد بعد تأسيسها.
وفي منتصف الثلاثينيات، حصل على بعثة دراسية إلى باريس لتطوير أبحاثه الأكاديمية، إلا أنه قضى عامًا في القاهرة لتعلّم اللغة الفرنسية، حيث التقى عددًا من رموز الأدب العربي مثل طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيات.
دراسته في السوربون وإرثه العلمي
سافر مصطفى جواد إلى فرنسا بين عامي 1934 و1939، حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة السوربون في الأدب العربي.
وعُرف الراحل ببرنامجه الإذاعي الشهير «قل ولا تقل»، الذي ساهم في تصحيح اللغة العربية بأسلوب مبسّط ومحبّب لدى الجمهور. كما ترك خلفه 46 مؤلفًا في اللغة والتاريخ والأدب، وكان يتقن أربع لغات إلى جانب العربية، هي الفرنسية والإنكليزية والتركية والفارسية.
