عندما تكون الناجي الوحيد.. قصة فرهاد رشيد المؤلمة مع حملات الأنفال التي خطفت عائلته

أربيل (كوردستان24)- في تغطية خاصة من دهوك، وعلى هامش المؤتمر العلمي الدولي الخامس حول الإبادة الجماعية للشعب الكوردي، تستضيف قناة كوردستان 24 فرهاد رشيد أمين، وهو الناجي الوحيد من عائلته من عمليات الأنفال سيئة السمعة. في هذا اللقاء المؤثر، يروي فرهاد قصة نجاته المروعة، وكيف فقد عائلته بأكملها، ويسلط الضوء على المعاناة التي لا تزال حية في ذاكرة الناجين.

كوردستان24: كاك فرهاد، حدثنا عن بدايات اعتقالك خلال عمليات الأنفال، وكيف كانت ظروف اعتقالكم؟ وكم بقيت مع الوالد والوالدة والإخوة والأخوات لحين تمكنت من الهرب من أيدي أزلام النظام العراقي السابق؟

فرهاد رشيد أمين: أنا اسمي فرهاد رشيد أمين، أحد ذوي عمليات الأنفال والناجي الوحيد من عائلتي. كنا نسكن في قرية "زندانة" التابعة لمنطقة داودية في قضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين.

كوردستان24: كم كان عمرك؟

فرهاد رشيد أمين: كان عمري 11 سنة. عندما وصلتنا الأخبار من مدينة طوز بأن الجيش والجحوش (الميليشيات الكوردية التي كانت تابعة للنظام العراقي السابق) سيهجمون على مناطق كرميان. عمليات الأنفال كانت على ثماني مراحل، ومنطقة كرميان كانت المرحلة الثالثة.

في يوم 7 أبريل 1988 بدأت العملية، وفي اليوم التالي، 8 أبريل، وصلنا إلى طوز خورماتو. هناك، تم أخذ الرجال والشباب إلى مدرسة الرشيد المتوسطة قرب جسر طوز خورماتو، بينما أُخذ النساء والأطفال، وأنا منهم، إلى مركز شباب طوز.

بقينا هناك لمدة أسبوع. وفي 15 أبريل 1988، جاءت باصات وكوسترات إلى باب المركز. طوقوا المكان، وكما تعلمون، كانت الأوضاع في السجن مأساوية، حالة لا يمكن للإنسان أن يعبر عنها. فصلوا قريتنا، قرية زندانة، وقالوا لهم اخرجوا. وضعونا في الباص، وهناك حاولت أن أهرب. فتحت نافذة الباص ورأيت ضابطاً يقف بجانب السائق، فأعطاني إشارة سمحت لي بالخروج دون أن يتكلم.

كوردستان24: وماذا كان سبب الاعتقال والترحيل من قراكم؟ هل كانت هناك عمليات عسكرية ضد النظام؟

فرهاد رشيد أمين: لا، والله. ذنبنا الوحيد أننا كورد. كانت عملية إبادة جماعية ضد الشعب الكوردي، سواء كان مسيحياً، أو إيزيدياً، أو كاكائياً، أو مسلماً. المهم أنك كنت كوردياً.

كوردستان24: وبعد أن نجوت، كيف كانت حياتك؟ وهل لديك معلومات عما حلّ بعائلتك ومصيرهم؟

فرهاد رشيد أمين: ذهبت إلى منطقة قريبة من السجن، إلى بيت رجل كوردي قال لي: ابقَ معنا. لكنني قلت له إن لدي أقارب وجدي وجدتي في طوز خورماتو. أوصلوني إليهم. بقيت هناك حوالي ستة أشهر، وكانت حكومة البعث قد أصدرت قراراً بأن كل من يؤوي شخصاً من "المؤنفلين" يعتبر خائناً.

أما عائلتي... أنا فقدت ثمانية أفراد: أبي، أمي، ثلاثة إخوة وثلاث أخوات. كنت أنا الناجي الوحيد من عائلتي بأكملها. ومن عشيرتنا (عشيرة الداودية) فقدنا 3281 شخصاً في عمليات الأنفال.

كوردستان24: ما هي دعوتكم للمجتمع الدولي الذي لم يعترف حتى الآن بشكل كامل بأن هذه الجرائم هي إبادة جماعية؟

فرهاد رشيد أمين: هذا المؤتمر العلمي الخامس خطوة مهمة، ونأمل أن تكون هناك مؤتمرات فعلية وليست مجرد كلمات. نأمل أن تصل نتائج هذا المؤتمر إلى المجتمع الدولي والحكومة العراقية ليعترفوا بهذه الإبادة الجماعية، ليس فقط من أجل الاستفادة المادية، بل من أجل الجانب المعنوي والنفسي.

كوردستان24: شكراً جزيلاً لك، فرهاد رشيد أمين. قصتكم مأساوية، ونتمنى أن تكون هناك استجابة من المجتمع الدولي للاعتراف بهذه الجرائم كإبادة جماعية.

 
 
 
 
Fly Erbil Advertisment