316 مقبرة جماعية ولا يزال الفريق نفسه.. لماذا تأخر العراق في كشف مصير ضحاياه؟
أربيل (كوردستان 24)- في لقاء خاص من دهوك، وعلى هامش المؤتمر الدولي الخامس حول الإبادة الجماعية للشعب الكوردي، تستضيف قناة كوردستان 24 زيدان خلف العطواني، مستشار رئيس الوزراء لحقوق الإنسان وممثل الحكومة الاتحادية. يتناول اللقاء أهمية المؤتمر ليس فقط لإقليم كوردستان بل للعراق بأكمله، ويكشف عن جهود الحكومة في ملف المقابر الجماعية، والتحديات التي تواجهها، وسبل منع تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
كوردستان24: أستاذ زيدان، أريد أن أسأل عن أهمية هذا المؤتمر، ليس فقط للشعب الكوردي الذي تعرض للإبادة، إنما للعراق ككل. ما أهمية هذا المؤتمر؟
زيدان خلف العطواني: بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً لحضراتكم لتغطية هذا المؤتمر، وشكراً لإقليم كوردستان لإقامة هذا المؤتمر ودعوتنا للحضور لأهمية هذا المؤتمر. يولي دولة رئيس الوزراء، الأستاذ محمد شياع السوداني، موضوع وملف المقابر الجماعية أهمية كبرى. ومنذ عام 2011 حينما تسنم وزارة حقوق الإنسان، كان لقسم المقابر الجماعية آنذاك أهمية خاصة لديه، وأفرد يوماً خاصاً للمقابر الجماعية هو 16 مايو. ومنذ ذلك التاريخ، بدأت الأعمال بالتصاعد وإلى اليوم، حيث بلغ عدد المقابر الجماعية التي تم فتحها من قبل فريق المقابر الجماعية، الذي كان سابقاً في وزارة حقوق الإنسان والآن تحول إلى مؤسسة الشهداء في الحكومة الاتحادية، 316 مقبرة. طبعاً كل مقبرة تحتوي على مقابر متعددة، وبالتالي هناك الآلاف تم العثور على رفاتهم وأخذ بصمات الـ DNA. هذا الأمر جعل الحكومة الاتحادية، ونحن في مكتبنا كمستشار لرئيس الوزراء لحقوق الإنسان، نولي هذا الملف أهمية خاصة، ودائماً ما نقدم المذكرات والمطالعات إلى دولته لغرض تخصيص المبالغ المالية لفريق المقابر الجماعية وكذلك إلى فريق الطب العدلي الذي يحتاج إلى بصمات الـ DNA.
الأمم تحيا بشهدائها. ما وصلنا إليه اليوم في العراق لولا دماء الشهداء التي قُدمت. النظام الديكتاتوري البائد حقيقةً أوغل في دماء العراقيين في مناطق الوسط والجنوب وإقليم كوردستان، وحلبجة والأنفال ما تزال شاهدة عليها. إقامة هذا المؤتمر في هذا اليوم، وحضور فخامة الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس حكومة إقليم كوردستان الأخ مسرور بارزاني، وحضورنا كممثلين عن دولة رئيس الوزراء وإلقاء كلمة، يدل على الأهمية الكبرى التي توليها الحكومة العراقية، سواء في العراق أو في حكومة إقليم كوردستان، للمقابر الجماعية.
كوردستان24: لكن فيه نوع من التأخير في عمليات فتح المقابر والتعرف على الـ DNA. لماذا هذا التأخير؟
زيدان خلف العطواني: نعم، حقيقة هو لا يوجد تأخير، ولكن لكثرة المقابر الجماعية التي ورثناها من النظام السابق، وبعدها جاءت عصابات القاعدة، ومن ثم عصابات داعش، ومن ثم ما حصل من مجازر كبرى لإخواننا الإيزيديين في قضاء سنجار، ويومياً يتم اكتشاف مقابر جماعية. هذا أولاً، كثرة الأعداد الموجودة. ثانياً، إن فريق المقابر الجماعية هو ما يزال نفس الفريق ودون أي زيادة منذ عام 2011 وإلى اليوم، وبالتالي حقيقة طالبنا مراراً وتكراراً بزيادة هذا العدد لهذا الفريق. التخصيصات المالية موجودة ولكنها لا تكفي.
كوردستان24: أليس من المستحسن أن تُفتح مختبرات DNA في أربيل؟
زيدان خلف العطواني: نعم، أكيد.
كوردستان24: لماذا لا تقومون بذلك؟
زيدان خلف العطواني: حقيقة هذا واجب حكومة الإقليم وواجب الطب العدلي الموجود، الأخ الدكتور ياسين، وأعتقد حسب معلوماتي أنهم بدأوا ولكنها لم تكتمل لحد الآن.
كوردستان24: أستاذ زيدان، برأيك ما هو أفضل طريق لمنع حصول إبادة أخرى ضد الشعب الكوردي، لأن الشعب الكوردي لحد الآن يعيشون في قلق من حصول أي إبادة أخرى؟
زيدان خلف العطواني: حقيقة حينما نقول فقط للشعب الكوردي، هذا كلام غير دقيق، باعتبار أن الإبادة التي حصلت في الجنوب ووسط العراق لم تحصل فقط للشعب الكوردي. اليوم لدينا عشرات من المقابر الجماعية من النظام السابق موجودة في مناطق الجنوب، وأهلنا في مناطق الجنوب لحد الآن لم يحصلوا على رفاتهم، وأهلنا في مناطق الوسط كذلك، وفي المناطق الغربية، وصولاً إلى إقليم كوردستان. وبالتالي، الشعب العراقي جميعه توجد لديهم أهل وذوي لم يتم الحصول عليهم. لذلك، نحن نقول إن تطبيق الدستور والقانون والنظام هو الذي يحول دون عودة الديكتاتورية إلى العراق. وأكيد نحن مقبلون على عرس ديمقراطي سيكون إن شاء الله خلال يوم 11/11، وهذا التداول السلمي للسلطة هو الذي يحول دون عودة الديكتاتورية ودون عودة المقابر الجماعية.
كوردستان24: شكراً جزيلاً للسيد زيدان خلف العطواني، ممثل السيد رئيس الحكومة الاتحادية. شكراً جزيلاً على إجراء هذه المقابلة.
زيدان خلف العطواني: شكراً جزيلاً، شكراً لإتاحة هذه الفرصة لتسليط الضوء على هذا الحدث. شكراً لكم.
رابط اللقاء في اليوتوب
