شراكة أم محاصصة؟ مرشحة الحزب الديمقراطي الكوردستاني تتحدث عن أزمة الثقة بين أربيل وبغداد
أربيل (كوردستان 24)- في أجواء انتخابية تتسم بالتحدي وكثرة التساؤلات، استضاف برنامج "مرشحكم" على شاشة كوردستان24 حلقة خاصة من مدينة زاخو، التي تمثل أحد معاقل النشاط السياسي في محافظة دهوك، للحديث عن الشراكة السياسية وأزمة الثقة بين أربيل وبغداد.
ضيفتُنا كانت آشتي محمد كوياني، المرشحة عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالقائمة رقم 275 والتسلسل 45 في محافظة دهوك، التي أكدت في مستهل اللقاء شكرها لكوردستان24 على إتاحة الفرصة للتواصل مع الجماهير والتعريف ببرنامجها الانتخابي.
الشراكة والتوازن والتوافق.. شعار الحزب ورسالة المرحلة
تحت شعار "الشراكة، التوازن، التوافق"، أوضحت آشتي محمد أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني اختار هذا الشعار انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الشراكة الحقيقية هي أساس الاستقرار السياسي في العراق.
وأضافت: "الكثير من الأطراف السياسية اكتشفت بعد 22 عامًا أنها كانت مجرد مشارك في الحكم، لا شريكًا حقيقيًا فيه. المشاركة تختلف عن الشراكة، فالأولى حضور شكلي، والثانية تقوم على التوافق والتوازن لتحقيق المصلحة العامة."
وأكدت أن غياب التوازن والتفاهم بين المكونات السياسية يؤدي إلى تعطيل العملية السياسية ويفقد المواطن ثقته في الدولة ومؤسساتها.
أزمة بغداد: دستور غائب وثقة مفقودة
وعن أزمة العلاقة بين بغداد وأربيل، أشارت المرشحة إلى أن جوهر المشكلة يكمن في عدم إيمان القوى السياسية في بغداد بالدستور الذي صاغته بنفسها، قائلة: "الدستور العراقي واضح: النظام اتحادي ديمقراطي برلماني. من يعارض هذا المبدأ يناقض نفسه. الحل بسيط: إمّا الالتزام بالدستور الحالي وتطبيقه، أو تعديله نحو المركزية عبر استفتاء شعبي".
وأضافت أن النظام المركزي جُرّب في العراق سابقًا وكانت نتائجه مأساوية، وأن الفيدرالية تمثل اليوم الضمانة الحقيقية لوحدة العراق واستقراره.
المحاصصة.. أصل الداء السياسي
وفي حديثها عن نظام المحاصصة، أكدت آشتي محمد أن المحاصصة الطائفية والقومية التي تأسس عليها النظام السياسي بعد 2003 كانت نتيجة مباشرة لغياب الثقة بين المكونات السياسية، لكنها تحولت اليوم إلى عقبة أمام الإصلاح والتغيير. وقالت: "المحاصصة منعت ظهور شخصيات مهنية ووطنية في مواقع القرار. العراق بحاجة إلى أحزاب وطنية تشعر بالمسؤولية التاريخية تجاه الأجيال المقبلة".
بين الناخب والسياسي.. مسؤولية مشتركة
ورداً على سؤال حول ملل المواطن من الخطابات السياسية المتكررة، رأت المرشحة أن المسؤولية مشتركة بين السياسيين والناخبين، مضيفة: "المحاصصة جعلت المرشح يفكر بمنطق مصلحي ضيق، لكن المواطن أيضاً مسؤول حين يمنح صوته لمن لا يستحق. التغيير يبدأ من الصندوق".
برنامج انتخابي واقعي
وعرضت المرشحة أبرز محاور برنامجها الانتخابي، مشيرة إلى أن أولوياتها هي:
- تفعيل الدستور وحل القضايا العالقة بين أربيل وبغداد.
- معالجة ملف النازحين الذين ما زالوا يعانون أوضاعًا صعبة.
- مراجعة قانون الأحوال الشخصية بما يحفظ الحقوق ويواكب تطورات المجتمع.
الفساد والخلل المؤسسي
وفي معرض حديثها عن الخلافات المزمنة بين المركز والإقليم، أوضحت آشتي محمد أن المشكلة ليست في النظام الاتحادي، بل في القائمين على السلطة، مشددة على أن: "نفس الشخصيات التي وضعت الدستور هي التي تفتعل الأزمات اليوم. الحل هو تفعيل الدستور والقضاء، وإلا فليُعلن النظام مركزيًا صراحة".
رسالة إلى الناخبين
وفي ختام اللقاء، وجّهت المرشحة رسالة إلى المواطنين قائلة: "اقتربت الانتخابات، وأتمنى من الجميع، من زاخو إلى الفاو، أن يمنحوا أصواتهم للأشخاص الحقيقيين أصحاب البرامج الواقعية. التغيير بأيديكم… فالمجرَّب لا يُجرَّب".
وختم مقدّم البرنامج بالقول: شكراً للأستاذة آشتي محمد كوياني، ولجمهورنا الكريم من زاخو. حتى نلقاكم في حلقة جديدة من برنامج (مرشحكم)، إلى اللقاء.
