خطة حكومية طموحة ترفع نسبة المساحات الخضراء في إقليم كوردستان إلى 20%
أربيل (كوردستان 24)- كشفت ارقام وبیانات، في حصيلة لأعمال الكابينة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كوردستان العراق، عن نجاحها في تحقيق قفزة نوعية في زيادة نسبة المساحات الخضراء بالإقليم من 15% إلى 20%.
وتأتي هذه الخطوة الاستراتيجية ضمن رؤية طويلة الأمد لمكافحة التغير المناخي وتحسين جودة الحياة، في وقت حرج يعاني فيه العراق من تراجع كبير في غطائه النباتي.
وضمن خطتها الاستراتيجية الممتدة حتى عام 2030، تبنت حكومة الإقليم سياسات بيئية صارمة، أبرزها إطلاق مشروع لزراعة 100 مليون شجرة بلوط في أربيل وحدها، تم زرع 300 ألف شجرة منها حتى الآن.
كما فرضت شرطاً على جميع المشاريع الاستثمارية الجديدة يقضي بتخصيص 25% من مساحتها الكلية للمساحات الخضراء، مما يضمن نمواً عمرانياً مستداماً.
وتُظهر الأرقام تفاوتاً وتقدماً ملحوظاً في محافظات الإقليم المختلفة:
- أربيل: تتصدر العاصمة المشهد بنسبة مساحات خضراء بلغت 20.21%، مدعومة بأكثر من 1.3 مليون شجرة موزعة على 29 حديقة كبيرة و211 حديقة صغيرة، بالإضافة إلى 175 غابة و33 حزاماً أخضر.
- السليمانية: شهدت المحافظة قفزة استثنائية، حيث ارتفعت نسبة المساحات الخضراء فيها من 9.1% في عام 2015 إلى 19.6% حالياً، وتضم اليوم ما يقارب 3 ملايين شجرة ونبتة.
- دهوك: تتميز بطبيعتها الخلابة، حيث تشكل الغابات الطبيعية أكثر من 50% من مساحتها، بالإضافة إلى 168 حديقة عامة.
- حلبجة: ارتفعت نسبة المساحات الخضراء في مركز المحافظة إلى أكثر من 15%، بعد أن كانت لا تتجاوز 10.04% في عام 2015.
ويأتي هذا التقدم في إقليم كوردستان في ظل تراجع مقلق للمساحات الخضراء في بقية أنحاء العراق. ففي عام 1980، كان العراق يضم 33 مليون نخلة لـ 14 مليون نسمة، بينما يُتوقع أن يصل عدد السكان في 2025 إلى 46 مليون نسمة مع أقل من 16 مليون نخلة. وتبلغ نسبة المساحات الخضراء في عموم العراق أقل من 15%، وتنخفض في العاصمة بغداد إلى 10% فقط.
بهذه الإجراءات، تضع حكومة إقليم كوردستان نفسها في طليعة الجهود البيئية في المنطقة، مقدمةً نموذجاً عملياً لمكافحة التصحر وتداعيات التغير المناخي، وتعزيز بيئة صحية ومستدامة لمواطنيها.
