سوق الانتخابات في بغداد.. بطاقات الناخب للبيع وسط سباق محموم لكسب الأصوات
أربيل (كوردستان24)- مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، يشهد الشارع البغدادي ظاهرة آخذة بالاتساع تتمثل في بيع وشراء بطاقات الناخب، في مشهد يرى مراقبون أنه تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ويمثل تهديدًا مباشرًا لنزاهة العملية الانتخابية.
في عدد من مناطق بغداد، لا سيما أطراف العاصمة، باتت سوق تجارة الأصوات مفتوحة بشكل شبه علني، إذ يختلف سعر البطاقة من منطقة إلى أخرى حسب الكثافة الانتخابية والانتماءات السياسية السائدة هناك.
أحد المواطنين ممن باعوا بطاقاتهم يقول: "استلمنا مليون وخمسين ألف دينار مقابل بطاقاتي وبطاقات عائلتي. نحن سبعة أشخاص. الوضع صعب ولدينا أطفال ومدارس ونفقات، وهذا ما دفعنا للبيع."
ويرى مواطنون أن الضائقة الاقتصادية وسوء الأوضاع المعيشية لعبت دورًا أساسيًا في انتشار الظاهرة، فيما يؤكد مراقبون أن ما يجري اليوم هو الأعلى منذ جميع الدورات الانتخابية السابقة.
أحد المراقبين يشير إلى أن الأسعار وصلت في بعض المناطق إلى:
400 ألف دينار للبطاقة الواحدة
500 ألف دينار في مناطق أخرى
ويضيف: "شراء البطاقات لا يهدف فقط لانتخاب مرشّح معين، وإنما أحيانًا يُشترى الصوت لمنع شخص آخر من الفوز. هذه الحملات قائمة على التسقيط وفقدان الأخلاق السياسية".
ورغم إعلان الجهات الأمنية اعتقال عدد من المتورطين في عمليات بيع وشراء البطاقات، فإن ذلك لم يوقف الظاهرة التي يبدو أنها تتوسع مع اشتداد المنافسة الانتخابية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الممارسات يقوّض العدالة الانتخابية ويحوّل العملية الديمقراطية إلى سباق مالي بين المرشحين، بدل أن تكون اختيارًا حرًا يعبر عن إرادة الناخب.
تقرير: سيف علي – كوردستان 24 – بغداد
