عائلات آخر الرهائن القتلى في غزة تترقّب استعادة جثامينهم
أربيل (كوردستان 24)- بعد أكثر من عامين على هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لا يزال إلعاد أور ينتظر بفارغ الصبر استعادة جثمان شقيقه درور من غزة، على أمل أن يتمكّن بذلك من طيّ فصل مؤلم من حياته.
ويُعدّ درور أور أحد آخر أربعة رهائن تأكدت وفاتهم ويتوقع أن تُسلَّم جثامينهم لإسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، الذي أُبرم وفق خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال إلعاد أور، واقفا أمام منزله في القدس "نستحق أن نطوي هذه الصفحة". وقُتل درور أور خلال الهجوم ونُقلت جثته إلى غزة، حيث لا تزال محتجزة حتى الآن.
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، سلّمت حماس جميع الرهائن العشرين الأحياء و24 جثة من أصل 28 كانت محتجزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
"صعب للغاية"
تحوّل الانتظار بالنسبة لإلعاد أور، البالغ 41 عاما ويدير منظمة شبابية غير ربحية، إلى معاناة قاسية خلال الأسابيع الأخيرة مع مشاهدته عودة رهائن آخرين، أحياء أو أمواتا.
وقال لوكالة فرانس برس إنه "الأمر صعب للغاية ومخيف أن تكون من بين القلة المتبقية، بينما أُفرج عن الجميع تقريبا".
وبموجب اتفاق الهدنة، تُسلَّم جثة كل رهينة مقابل رفات 15 فلسطينيا تحتجزهم إسرائيل.
كان درور أور (48 عاما) صانع أجبان من كيبوتس بئيري، الذي شهد واحدة من أسوأ المجازر في ذلك اليوم. وقد قُتل مع زوجته يونات ونُقلت جثته إلى غزة لاستخدامها كورقة تفاوض.
وخُطف أيضا اثنان من أبنائهما الثلاثة، نوعم (16 عاما) وعَلْما (13 عاما)، قبل أن يُفرج عنهما في الهدنة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
وعلِما عند الإفراج عنهما بوفاة والدتهما، فيما كان والدهما لا يزال يُعتبر حيا حتى أيار/مايو 2024 حين أكد الجيش الإسرائيلي وفاته.
"نهاية مختلفة"
من بين 207 رهائن أُخذوا أحياء إلى غزة، قُتل أو توفي 41 منهم في الأسر، بينما أُفرج عن معظم الـ166 الآخرين خلال الهدن الثلاث.
إلى جانب درور أور، لا تزال في غزة جثامين ميني غودارد وران غويلي والعامل التايلاندي سودنتيساك رينتالاك.
وفي الأسابيع الأخيرة، توالت جنازات الرهائن الذين أُعيدت جثامينهم، واستقطب بعضها آلاف المشيعين، من بينها جنازة العقيد أساف حمامي التي أُقيمت في تل أبيب في 5 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت أرملته سَبير حمامي في المقبرة العسكرية "كنت أتمنى نهاية مختلفة — سعيدة حقا — لكن كان للحياة خططها الخاصة، وربما تكون هذه أفضل نهاية حلمت بها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
ومن بين الحضور لدعم العائلة كان والدا الجندي إيتاي حِن، الذي قُتل أيضا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأُعيدت جثته في وقت سابق من الشهر الجاري.
"كان لهم حياة"
قالت والدة حِن، حَجيت حِن، لوكالة فرانس برس إن السلطات الإسرائيلية "لا يمكنها الانتقال إلى أي قضية أخرى، ويجب أن تُعيد الجميع".
وأضافت أن "إعادة الجثامين جزء أساسي من العقد الاجتماعي الإسرائيلي. فكل جندي وكل شخص في هذا البلد يعلم أنه إن حدث له شيء، فالدولة ستكون هناك من أجله ومن أجل عائلته".
ولا يزال العمل جاريا في معهد الطب العدلي في تل أبيب لتحديد هوية الرفات. وقال رئيس المركز، حِن كوغل، إنه تمكن من التعرف على عشرات الجثامين من بين الرهائن. وأضاف "بعض الأطباء تركوا عملهم أثناء الحرب لأن الأمر كان صعبا جدا".
وأضاف كوغل، الذي تعرف على معظم ضحايا هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر البالغ عددهم أكثر من 1200 شخص، أنه يحاول خلال عمله الفصل بين الجثة والهوية لتجنب الانهيار النفسي.
وأوضح أنه "حين تكون مع الجثمان، لا تفكر في من هو، بل تركز على التشريح... لكن عندما تقرأ لاحقا من كان هذا الشخص (...) تدرك أنه كان له حياة".
المصدر: فرانس برس
