مفاوضات ما بعد الانتخابات.. سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة العراقية

أربيل (كوردستان24)- تبدأ مرحلة أخرى صعبة ومليئة بالصراعات والمفاوضات المعقدة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وفي الوقت الذي يستعد فيه المنافسون لهذه المنافسة، وعلى الرغم من أن تحالف السوداني حصل على أكبر عدد من المقاعد، إلا أن التقييمات لا تعتبر طريق السوداني سهلاً وتضع ثلاثة سيناريوهات لهذا الغرض، وهي تحالف واسع مع الكورد والسنة، أو تجديد الإطار التنسيقي بطريقة جديدة، أو ظهور تحالف جديد يتجاوز الحدود الطائفية والقومية.

بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات من قبل المفوضية، تبدأ مرحلة أخرى صعبة ومليئة بالصراعات والمفاوضات المعقدة لتشكيل التحالفات ومن ثم الحكومة العراقية الجديدة، وقد ظهرت مؤشرات هذه الجهود، ويستعد المنافسون لهذه المنافسة.

في الوقت الذي حصل فيه تحالف "بناء وتنمية" بقيادة محمد شياع السوداني على أكبر عدد من المقاعد في 8 محافظات، يليه حزب "تقدم" برئاسة محمد الحلبوسي في المرتبة الثانية، وتحالف "دولة القانون" برئاسة نوري المالكي في المرتبة الثالثة، إلا أن المنافسة الشرسة تبقى بين السوداني والمالكي، باعتبار منصب رئيس الوزراء من حصة الشيعة.

تؤكد التقييمات لتشكيل التحالفات بين الأطراف أنه على الرغم من أن السوداني ضمن أكبر عدد من المقاعد، ومن الممكن أن يصل عدد مقاعده إلى أكثر من 50 مقعدًا، إلا أن تشكيل الحكومة من قبل السوداني وحده أمر مستحيل مقارنة بإجمالي 329 مقعدًا برلمانيًا، وهذا يفتح الباب أمام افتراض ثلاثة سيناريوهات مختلفة، ولكل من السيناريوهات الثلاثة، يُعتبر كل من السوداني والمالكي شخصيات رئيسية.

السيناريو الأول: يؤكد على تحالف واسع بقيادة السوداني، يشمل القوى السياسية الكوردية والسنية، وهذا هو الخيار الذي أكد عليه السوداني سابقًا، بأنهم سيكونون منفتحين على جميع الأطراف دون تمييز.

أما السيناريو الثاني: فيتحدث عن تجديد الإطار التنسيقي للأطراف الشيعية بطريقة جديدة، على الرغم من وجود منافسة شديدة بين السوداني والمالكي، وهما الشخصيتان الرئيسيتان داخل الإطار.

السيناريو الثالث: يشير إلى ظهور تحالف جديد يتجاوز حدود المكونات المذهبية والقومية، ويشمل القوى المدنية والمستقلة التي ظهرت في انتخابات هذه المرة.

فيما يتعلق بفرصة الفوز بمنصب رئيس الوزراء في هذه المنافسة، فإن المؤشرات تميل أكثر نحو السوداني، ويعزى السبب في ذلك إلى كثرة عدد المقاعد والدعم الدولي والانفتاح على جميع القوى. ولكن كما يؤكد، فإن طريقه ليس سهلاً، لأن منافسة المالكي داخل البيت الشيعي لا تزال شديدة بالنسبة للسوداني، ويبدو أن المفاوضات لهذا الغرض قد تستغرق عدة أشهر، كما حدث في الانتخابات الماضية.

في الختام، يدخل العراق مرحلة حاسمة من المفاوضات السياسية، ويعتمد نجاح تشكيل الحكومة على القدرة على التوصل إلى اتفاق مع الكرد والسنة وإدارة التوترات داخل البيت الشيعي.

يوم الأحد، 9 تشرين الثاني 2025، جرى التصويت الخاص، وبعد يومين، الثلاثاء، التصويت العام للدورة السادسة للبرلمان، في محافظات العراق وإقليم كردستان.

وفقًا لإحصائيات المفوضية، بلغت نسبة المشاركة في التصويت الخاص 82.42%، وفي التصويت العام حوالي 54.35%.

 
 
Fly Erbil Advertisment