وزير خارجية العراق: الأمن في البلاد تحسّن بشكلٍ كبير.. و"مليشيات داخل الدولة" تحدٍ يواجهنا

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين

أربيل (كوردستان 24)- أقرّ وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بالتحسن الملحوظ في الوضع الأمني لبلاده بعد سنوات من الصراع، لكنه أشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة حالياً هو وجود "مليشيات مسلحة داخل الدولة" تفرض تهديداً مستمراً على استقرار البلاد.

جاءت تصريحات حسين خلال "حوار خاص" ضمن فعاليات "منتدى الشرق الأوسط للسلام والأمن" (MEPS25) الذي عُقد في دهوك من قبل الجامعة الامريكية، بإقليم كوردستان العراق، حيث أكد أن الوضع الأمني اليوم أفضل بكثير مما كان عليه في السنوات التي تلت عام 2003، وتحديداً بين عامي 2004 و 2006، والتي شهدت صراعات طائفية في بغداد.

مكافحة الإرهاب والمليشيات

أوضح الوزير العراقي أن البلاد واجهت تحديات إرهابية كبرى، بما في ذلك سيطرة تنظيم "القاعدة" ومن ثم "داعش" على أجزاء واسعة من البلاد حتى عام 2017. إلا أنه شدد على أن التهديد الأمني لم يعد يقتصر على الجماعات المتطرفة، بل يمتد ليشمل "مليشيات داخل الدولة" و"ميليشيات تابعة لإيران"، في إشارة إلى مجموعات مسلحة غير رسمية.

الوزير فؤاد حسين: "التحدي الذي نواجهه الآن ليس إرهاباً فقط، بل تحدي وجود مليشيات مسلحة داخل الدولة. يجب أن يكون هناك صف موحد داخل الساحة الكردستانية... ويجب أن يكون هناك تحالف قوي في بغداد مدعوم بالأحزاب والتحالفات الكوردية."

وشدد حسين على أن معالجة هذه التحديات يجب أن تتم من خلال الدستور والقوانين العراقية، وليس عبر التدخلات الخارجية، مؤكداً أن العراق يسعى ليكون "دولة قوية" لا تُفرض عليها أجندات من أي طرف إقليمي أو دولي.

مستقبل العلاقة مع الجيران وديمقراطية العراق

تطرق وزير الخارجية إلى محاولات العراق لعقد حوارات مع دول الجوار، مثل المحادثات التي جرت مع إيران والولايات المتحدة في مسقط، لكنه أشار إلى توقفها حالياً. وأكد أن هذه الحوارات يجب أن تستند إلى مبادئ ثابتة تخدم مصلحة العراق، وليس إلى "اتفاقيات إبراهيم" أو أي مشاريع إقليمية تهدف إلى إعادة رسم الخريطة.

وفي سياق الإصلاح السياسي، قال حسين إن العراق يتمسك بالعملية الديمقراطية، رغم الاعتراف بوجود "بعض السلبيات" في مسارها. وشدد على أن الديمقراطية هي الأساس الذي يضمن حقوق جميع المكونات، بما في ذلك حقوق الشعب الكوردي، وأن تجاوز الدكتاتورية والوصول إلى الديمقراطية هو الإنجاز الأكبر الذي حققه العراقيون.

الوزير فؤاد حسين: "لا يمكن لأي طرف إقليمي أن يفرض نفسه على الساحة العراقية. يجب أن نختار بين أن نكون دولة أو لا دولة... والأولوية هي أن نكون دولة قوية وذات سيادة."

وختاماً، دعا حسين إلى توحيد الصف الكردي والعمل المشترك بين مختلف القوى العراقية لتجاوز التحديات وبناء مستقبل مستقر ومزدهر، محذراً من أن استمرار الانقسام يعني استمرار الأزمات والتدخلات الخارجية.

 
Fly Erbil Advertisment