قطر وصناعة السلام… كيف ترى الدوحة مستقبل الاستقرار في العراق وإقليم كوردستان؟

أربيل (كوردستان24)- في إطار منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط الذي عقد في دهوك، أجرت قناة كوردستان24 لقاءً خاصاً مع السفير عبدالعزيز محمد الحر، مدير المعهد الدبلوماسي القطري، الذي تحدّث بصراحة عن أهمية المؤتمر، ورؤية الدوحة للاستقرار في العراق وإقليم كوردستان، ومستقبل الوساطات، والتعاون الدبلوماسي المشترك.

كان الحوار فرصة للاقتراب أكثر من رؤية قطر تجاه ملفات معقدة في المنطقة، ولا سيما أن الدوحة راكمت خبرة واسعة في مجال الوساطة وصناعة السلام خلال السنوات الماضية.

كوردستان24: سعادة السفير، أهلاً وسهلاً بكم. نتشرّف بإجراء هذا اللقاء معكم، وأهلاً بكم في مدينة دهوك وفي إقليم كوردستان.

السفير عبدالعزيز الحر: أهلاً وسهلاً بكم، وشكراً على هذه الدعوة الكريمة. يشرفني أن أكون معكم هنا.

كوردستان24: نبدأ من عنوان المؤتمر… في ظل الأزمات والحروب التي يمرّ بها الشرق الأوسط، ما أهمية عقد هذا المنتدى الآن وفي دهوك تحديداً؟

السفير عبدالعزيز محمد الحر: هذا المؤتمر يأتي في مرحلة حساسة جداً. المنطقة تواجه أزمات سياسية واقتصادية وتنموية متراكمة، وهذه التحديات لا يمكن التعامل معها من خلال نظرة ضيقة أو إقليمية منغلقة. نحن بحاجة إلى رؤية توافقية وإلى حلول إبداعية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. مثل هذه المؤتمرات تفتح باب النقاش بين جميع الأطراف، ومن خلالها فقط يمكن أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح نحو حلول مستدامة.

كوردستان24: سعادة السفير… هل أنت متفائل بإمكانية تجاوز هذه الأزمات؟

السفير عبدالعزيز محمد الحر: نعم، أنا متفائل جداً. التاريخ مليء بأمم مرت بحروب وظروف أكثر قسوة، ثم نهضت من جديد ووصلت إلى توافقات وحلول. المستقبل ليس مظلماً كما يظن البعض، بل يمكن أن يكون أكثر إشراقاً.

كوردستان24: قطر دولة صغيرة جغرافياً لكنها كبيرة سياسياً ودبلوماسياً. ولها علاقات جيدة مع إقليم كوردستان. كيف تنظرون إلى هذه العلاقات؟

السفير عبدالعزيز محمد الحر: العلاقة بين قطر وإقليم كوردستان علاقة ممتدة واستراتيجية، تقوم على الاحترام المتبادل وخالية من الحسابات الضيقة. قطر تمتلك خبرة كبيرة في صناعة السلام والوساطة وحلّ النزاعات بالطرق السلمية، كما أنها تملك خبرات اقتصادية وإعلامية وتنموية يمكن أن تقدّمها للدول الراغبة بالتعاون.

كوردستان24: كيف يمكن لقطر أن تساعد في حل المشاكل العالقة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية في بغداد؟

السفير عبدالعزيز محمد الحر: الوساطة القطرية تنجح فقط عندما تكون كل الأطراف راغبة بصدق في الحل. بعد ذلك يأتي دور الطرف الميسِّر. لدينا خبرة كبيرة في هذا المجال، وإذا طُلب منّا المساعدة فنحن مستعدون تماماً لتسهيل أي حوار يساهم في الوصول إلى حلول مشتركة واستقرار مستدام.

كوردستان24: هل توجد نية لزيادة الاستثمارات القطرية في الإقليم؟

السفير عبدالعزيز محمد الحر: بصراحة، لست الشخص الأنسب للحديث عن تفاصيل الاستثمارات، فهذه من اختصاص جهاز قطر للاستثمار. لكن المعروف أن الجهاز نشط عالمياً ويمتلك محفظة متنوعة في مجالات التكنولوجيا والعقار والصحة وغيرها. أمّا ما يخص الإقليم تحديداً، فقد لا تكون لديّ معلومات كافية.

كوردستان24: كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات بين الدوحة وإقليم كوردستان؟

السفير عبدالعزيز محمد الحر: قبل وصولي إلى هنا كنت أعمل على اللمسات الأخيرة لمذكرة تفاهم مشتركة بين الجانبين. ستكون هذه المذكرة مظلة لتبادل الخبرات في العمل الدبلوماسي، تدريب الدبلوماسيين، المناهج الخاصة بالصناعة الدبلوماسية، والمجالات الأكاديمية ذات الصلة. الجانبان متحمسان لهذا التعاون، وأنا أرى أن المستقبل مشرق جداً.

كوردستان24: هل أنتم متفائلون بالتوصل إلى حلول دائمة للمشاكل بين الإقليم والحكومة الاتحادية؟

السفير عبدالعزيز محمد الحر: أنا متفائل دائماً. لا أعرف التفاصيل الدقيقة لمسار المفاوضات، لكن إذا توفرت النية الصادقة لدى جميع الأطراف فسيصلون إلى حل. وإذا كانت هناك حاجة لوساطة أو تيسير، فدولة قطر لن تتردد، لأن صناعة السلام جزء من دستورنا وليس مجرد ممارسة سياسية.

كوردستان24: سعادة السفير عبدالعزيز محمد الحر، مدير المعهد الدبلوماسي القطري… شكراً جزيلاً لكم على هذا اللقاء الخاص مع كوردستان24.

السفير عبدالعزيز محمد الحر: الشكر لكم، وسعيد جداً بهذا اللقاء، وأتمنى لإقليم كوردستان وكل المنطقة السلام والاستقرار.